ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – نتنياهو يغمز الزعران

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 19/10/2020

لقد اصبح  الاعتداء على المتظاهرين ضد رئيس الوزراء مسألة اعتيادية، وهي تتعزز من اسبوع لاسبوع. عصابات من الشبان من مؤيدي نتنياهو يلاحقون المتظاهرين ويعتدون عليهم. والعنف ليس موضعيا بل وليس متماثلا مع العنف المزعوم من جانب المتظاهرين – مثلما يدعي رئيس الوزراء بوقاحته، بدلا من شجبه. إذ لماذا يشجب؟ مثلما هو الحال دوما، يقطف نتنياهو ثمار التحريض التي زرعها.

“انا ضد العنف من اي جهة كانت، سواء كان العنف ضد الشرطة أم ضد المتظاهرين. لا مكان لهذا في حياتنا”، تمتم نتنياهو أول أمس في مؤتمر صحفي. هذا كل ما كان لديه ليقوله في ضوء تراكم الشهادات على حالات اعتداء على المتظاهرين من زعران لا فاميليا ومؤيدين آخرين له.

لم يشجب نتنياهو الا للبروتوكول. فالنبرة الواهنة والصياغة التعميمية هي صنعة محسوبة من اعطاء ضوء اخضر للزعران. رئيس الوزراء يتنكر علنا لحقيقة أن المتظاهرين ضده يتعرضون للاعتداء ومؤيدوه في الميدان هم المعتدون. هذا استعراض عابث وبموجبه توجد ظاهرة عنف عامة ينبغي القضاء عليها – رغم أن العنف هو ذو اتجاه سياسي  واضح من اليمين الى اليسار، وله سوابق دراماتيكية في تاريخ العنف السياسي في اسرائيل. هكذا يطلق نتنياهو رسالة واضحة للزعران: رئيس الوزراء يغض النظر عن اعمال عنفكم. رسالة اباحة الدم استوعبت جيدا بين مؤيديه: ففي الايام الاخيرة تعرض للاعتداء متظاهرون في عدة مواقع في ارجاء البلاد بالشتائم، البصاق، الدفعات، الضربات، والغاز المسيل للدموع.

غير انه حسب الشرطة، فان مصدر التهديد على الجمهور هو على الاطلاق المتظاهرون. وتستخدم الشرطة مؤخرا في اعمالها ضد متصدري الاحتجاج وحدة، اساس انشغالها في تحقيقات الجريمة الخطيرة لمنظمات الجريمة، وكأن الاحتجاج هو جريمة خطيرة. وتشارك الوحدة المركزية للواء تل ابيب في النشاط ضد بعض من النشطاء، ويظهر رجالها في المظاهرات على نحو ثابت كشرطة سريين. بل وبلغ نشطاء مؤخرا بان رجال الوحدة لاحقوهم حتى في الايام التي لم تكن فيها مظاهرات. ان مهمة الشرطة هي حماية الجمهور؛ وليس تقديم خدمات ملاحقة سياسية لرئيس الوزراء ولوزير الامن الداخلي. حذار على الشرطة ان تواصل اداء الدور الذي خصصه لها نتنياهو في السيناريو الخيالي الذي كتبه عن انقلاب سلطوي. وبدلا من ملاحقة المتظاهرين وكأنهم معارضين خطيرين للنظام، يجمل بها أن تعنى بمؤيدي نتنياهو العنيفين، الذين انتقلوا مؤخرا مرة اخرى من الاقوال الى الافعال ويهددون سلامة الجمهور وحياته.

لا مجال لتوقع الشجب من نتنياهو، الذي يتغذى بالتحريض في كل حياته السياسية، ولكن على اعضاء الحكومة، اعضاء الكنيست ورئيس الدولة ان يطلقوا صوتا واضحا ضد العنف الخطير الموجه للمتظاهرين.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى