ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – مضخمة، مبذرة، منقطعة

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 18/5/2020

في موقف تنصيب الحكومة أمس ادعى بيني غانتس – الأمل السياسي المتحطم لمعسكر الوسط – اليسار، رئيس الوزراء البديل ووزير الدفاع الوافد – بان الشعب قال لناخبيه: “كفوا عن الشقاق بينكم وابدأوا بالعمل من أجلنا”.

غير أنه اذا ما حاكمنا الامور وفقا لحجم الحكومة الجديدة، فان من سيبدأ اليوم بالعمل من أجل احد ما فهذا هو الجمهور. فالجمهور سيكون مطالبا بان يمول الحكومة المضخمة، المبذرة والاكثر تناثرا في تاريخ الدولة.

من قاد حتى وقت قصير مضى المعسكر، والذي  كان موحدا حول الفهم بان دولة اسرائيل يقودها زعيم فاسد ومفسد، متهم بالجنائي في مخالفات خطيرة، يتملص من القانون في المجلس التشريعي ويشوش القوانين في احتياجاته، القى خطابا تصالحيا حتى أنه أثنى فيه على نزاهة المتهم بالفساد.

دون ذرة وعي ذاتي او احترام ذاتي أعلن غانتس بان “انتهت الازمة السياسية الاكبر في تاريخ الدولة. حان الوقت لانهاء عصر الشقاق والانقسام والبدء في عصر المصالحة”.

غير ان الاستسلام التام للخصم، في ظل انتهاك الوعود والتنازل عن رفاقك وعن قيمك، ليس العلاج للفساد بل هو اعراضه. “اذا اشتروك، فعلى الاقل لا تبيعنا أنه لم يكن مفر. اشتروك، يوجد لك ثمن، هذا ما هو أنت”، هكذا اتهم رئيس المعارضة يئير لبيد غانتس. بينما اكتسب غانتس الحكم بالخداع لجماهير الناخبين، فان انتقاد من كان حتى وقت قصير مضى شريكه في الطريق قد اكتسبه عن جدارة.      

في الوقت الذي سجل فيه في دولة اسرائيل أكثر من مليون عاطل عن العمل ومعدل البطالة في الاقتصاد تجاوز الـ 24 في المئة، يقف رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ليذر الرمال في عيون الجماهير والملح على جراحهم ويبرر تضخم هذه الحكومة في أن كلفة حكومة الوحدة “أدنى بلا قياس من كلفة انتخابات اضافية”.

هذه ديماغوجية دنيئة. فالتوفير المزعوم يمكنه، في  اقصى الاحوال، ان يبرر مجرد اقامة حكومة الوحدة. ولكن ما الذي يبرر حجمها غير المسبوق وعار الحكومة ذات الـ 36 وزيرا،  والتي  اخترعت فيها الكثير  من  الوزارات،  تكونت وحيكت خصيصا لغرض اقامتها؟

يعرض نتنياهو كاضطرار ما يوجد على الاطلاق في يديه وفي يدي غانتس. فما هو بالضبط ما منعهما من تشكيل حكومة نحيفة فيها الحد الادنى الضروري من الوزراء، قامت وعملت خصيصا لتلبية احتياجات الجمهور في صالحه ومن أجله؟ ان الحكومة التي تشكلت امس تتحدث عاليا عاليا عن المصالحة، عن الحرية وعن المساواة والوحدة، ولكنها كلها وكليلها تقول اغترابا، قطيعة، استغلالا وزيفا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى