ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – مسيرة الاظلام الاسرائيلية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 7/8/2020

ان مبادرة بلدية تل ابيب، لاضاءة مبنى البلدية بالوان العلم اللبناني كتضامن مع عزاء الشعب اللبناني بعد الانفجار في ميناء بيروت، جديرة بكل  ثناء. هكذا أيضا رسائل المواساة التي نقلها رئيس الدولة روبين ريفلين والمساعدة التي اقترحها وزير الدفاع بيني غانتس ووزير الخارجية غابي اشكنازي.  وكما اجاد في صياغة الامر روني خولدائي، رئيس بلدية تل أبيب،  فان “الانسانية تسبق كل نزاع”.  

غير أنه  بالنسبة لبعض من الشخصيات العامة في اسرائيل، فانه ليس فقط لا تسبق الانسانية كل  نزاع،  بل انه في كل مرة تطل فيها مبادرة تسعى لان تخفف حدة الكراهية بين اسرائيل وجيرانها، يشعرون بدافع لا يمكن التحكم به للكشف عن فكرهم المتخلف.  

ان هوية المشاركين في مسيرة الاظلام غير مفاجئة. فالى جانب النائب السابق موشيه فايغلين، الذي وصف الانفجار كـ “مسرحية ضوئية  لامعة”  مرة اخرى كان هذا النائب بتسلئيل سموتريتش، رجل العنصرية والقومية اليهودية المتطرفة، هو الذي جند المصادر كي يذكر بان “من يترحم على المتوحشين نهايته أن يتوحش  مع الراحمين”. فما الذي بين عشرات القتلى والاف الجرحى، بعضهم اطفال، وبين “المتوحشين” الذين يشكو منهم سموتريتش؟ اكثر مما هو لعرض معيار اخلاقي، فان سموتريتش وفايغلين يكشفان العالم الداخلي المظلم  والمتنازع الذي  يعرضانه كمنتخبي الجمهور.

مرجعية يهودية اخرى لشؤون  الاخلاق،  هذه المرة بدرجة وزير هو رافي بيرتس الذي تفضل  باقرار “المساعدة الانسانية” ولكنه أوضح بان “رفع علم دولة عدو في  قلب تل أبيب هو تشوش أخلاقي”. بيرتس،  مثل رفيقته في الفكرة الاشوه هذا، آييلت شكيد،  توقفا عند “تقلب النوازع”: “في دولة سليمة”، كتبت شكيد، “اللون البرتقالي  كان سيلون هذا المساء مبنى بلدية تل أبيب،  كتذكير على الطرد من غوش قطيف. بدلا من هذا حصلنا على علم دولة عدو.  عالم معاكس رأينا”.  غير أن الامر الوحيد المعاكس  هو  حقيقة أن اناسا مثل  بيرتس، شكيد،  فايغلين  وسموتريتش شغلوا  ولا  يزالوا يشغلون مناصب  وزراء  ونواب في اسرائيل؛  صوتهم العنصري، الظلامي والقومي  المتطرف يلقى شرعية  في الخطاب الاسرائيلي بينما الاصوات سوية العقل، التي لا ترى في مواطني لبنان اعداء  وتسعى لمساعدة الناس في ضائقتهم  تعد “يسارا هاذيا”.  في “الدولة السليمة” التي تحلم بها شكيد، فانها هي ورفاقها “الهاذين” كانوا سيبعدون بحكم  المنبوذين.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى