ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – مريدور يشعل ضوء أحمر

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 31/8/2020

إن استقالة المسؤول عن الميزانيات في وزارة المالية شاؤول مريدور أمس هي دليل آخر على السلوك السائب في وزارة المالية تحت اسرائيل كاتس، وبشكل عام أكثر –  على الشعبوية الخطيرة التي تصعد كالبالون الطائر تحت حكم بنيامين نتنياهو.

“انت لا تسمح لي ولكثير من خادمي الجمهور الاخرين في الاقسام المختلفة في وزارة المالية وفي وزارات حكومية اخرى ان نعمل ما نعرف ان نعمله”، كتب مريدور لكاتس واحتج على ان “سياقات اتخاذ القرارات تتميز بنمط يتأثير بمصالح ضيقة، غير موضوعية، قصيرة المدى، الى جانب اسكات المستوى المهني، والاستخفاف الفظ بالعمل الجدي المهني، الارتجالية، والدوس على الادوات والقواعد المالية”.

وبالفعل، يدير كاتس وزارة المالية كمن يستعد للانتخابات التمهيدية الحزبية وليس كمن هو امين على الصندوق العام. والاعمال التي اتخذها مؤخرا – بداية علاوة 11 مليار شيكل  للموازنة التواصلية، ولاحقا نفقات اخرى في اطار ميزانية الطواريء – شكلت تجاوزا فظا لخطوط حمراء لدرجة ان مريدور لم يكن مستعدا للتسليم به.

ناهيك عن انه يعتبر وزيرا مركزيا وقويا، فان كاتس لا يعمل الا من رأسه. وهو يتبع رئيس وزراء يعنى ببقائه السياسي، ولغرض تحقيق هذا الهدف مستعد لان يمس حتى بقدس اقداس الاقتصاد الاسرائيلي – إطار الميزانية. تحت حكم نتنياهو، وبواسطة وزير المالية، افرغ قانون الميزانية من مضمونه عمليا. واخترق اطار الميزانية المرة تلو الاخرى وليس للعجز او للدين الوطني اي معنى. يبدو أن الخوف من تخفيض مستوى التصنيف الائتماني تبدد هو الاخر. فانفاق مليارات الشواكل يتقرر وفقا للنزوات الشخصية لنتنياهو، ووفقا لما يخدم مصلحته الضيقة في الرأي العام.

مثال على التسيب جاء في الايام الاخيرة، حين نشر نتنياهو وكاتس في الشبكات الاجتماعية بيانا عن توزيع مليار شيكل، كمنحة اخرى لا داعٍ لها. ولما كان يتعين على الحكومة أن تبحث في المنحة، ولم يكن واضحا على الاطلاق انها أقرت، اختار كاتس الارتباط بنواب في لجنة المالية كي يقر المنحة دون إذن مسبق من الحكومة. ولم يكن هذا الالتفاف مصادفا: فنتنياهو وكاتس على حد سواء يعرفان بانه لن يكون تأييد في الحكومة للمنحة الشعبوية الاضافية، التي لا تحل ضائقة البطالة بل  تشكل نوعا من رشوة انتخابات.

يدور الحديث عن سلوك مبذر يدهور اسرائيل 35 سنة الى الوراء، الى سنوات الظلام قبل خطة الاستقرار. واستقالة مريدور، وبالاساس اقواله القاسية، يجب ان تصدح في اوساط الجمهور اذ انه هو الذي سيدفع ثمن التسيب. كاتس غير جدير بان يكون وزير مالية. ونتنياهو يثبت مرة اخرى بانه ليس كفؤا لان يكون رئيس وزراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى