ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – ليس ثمة ما يُخفى

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 5/3/2021

أنشأ بيان محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بالتحقيق في الشبهات في جرائم حرب يزعم ان اسرائيل ارتكبتها، كما كان متوقعا، ردود فعل غاضبة، كانت ذروتها في تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قضى بان “المحكمة المنحازة في لاهاي اتخذت قرارا هو خلاصة اللاسامية وخلاصة الازدواجية الاخلاقية”.

المحكمة، وهذا مهم تأكيده، لم تقرر بان اسرائيل مذنبة بأي جريمة كانت، ولكن في مجرد قرارها التحقيق يرى نتنياهو وقاحة وازدواجية اخلاقية تنبع من اللاسامية. وهكذا يواصل الخط الذي يتميز به موقفه من كل مؤسسة دولية توجه انتقادا لسياسة اسرائيل في المناطق. “كراهية اليهود تتجه الان ايضا لدولة اسرائيل. اللاسامية الجديدة – القديمة تسود لدى دوائر في الغرب وهي تسود ايضا في مؤسسات الامم المتحدة”، قال في احتفال يوم الذكرى للكارثة والبطولة في 2017. وضده حذر بحكمة الرئيس روبين ريفلين  في الاحتفال ذاته، من فكرة ان “العالم ينقسم الى اثنين – محبي أمم العالم من جهة، واللاساميين النازيين من جهة اخرى، وعلى اي حال كل نقد على دولة اسرائيل هو لاسامية. هذا النهج هو الاخر اساسه خاطيء وهو خطير علينا كأمة وكشعب، وبقدر لا يقل خطير على ذكرى الكارثة”.

ان دولة تعد نفسها كعضو محترم في الاسرة الدولية، وتتباهى بلقب “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط”، مطالبة بان تثبت نقاء كفيها بالذات لانها ليست سوريا، ايران او السودان، دول درج نتنياهو على أن يتمسك بها كي يثبت “الازدواجية الاخلاقية” لمنتقدي اسرائيل، ولا سيما المحكمة الدولية. نتنياهو لن يتعاون مع المحكمة، لن يسمح لتحقيقاتها في البلاد وسيجند دول العالم كي يشكك بشرعيتها. لرئيس الوزراء توجد تجربة غنية في ادارة حملات التشهير والتحريض ضد المحاكم، وهو لا بد سيظهر كفاءاته ضد من يحاول برأيه “حياكة ملف” لدولة اسرائيل. ولكن التجربة لغمس التحقيق بصلصة لاسامية  والحملة ضد المحكمة لا يمكنهما ان يحلا محل واجب اسرائيل في التحقيق بنفسها وباستقامة في الاحداث التي  اوجدت الدعوى ضدها، لصد استمرار الاعمال التي تضعها على مسار الصدام مع الاسرة الدولية والتعاون مع المحكمة وعرض حججها. دولة لا تشعر بانها مذنبة، لا حاجة لان تفزع من التحقيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى