ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – لنقطع سلسلة التعقب

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 17/11/2020

كما كان متوقعا، فانه مع استخدام وسائل الولوج لغرض وقف تفشي فيروس الكورونا، تعاظمت شهية الدولة للتجسس على المواطنين في ظل الدوس على حرمة خصوصيتهم. فرجال الاستخبارات من الجيش الاسرائيلي ممن يخدمون في قيادة “الون” – منظومة قطع سلسلة العدوى – بدأوا مؤخرا استعراض الشبكات الاجتماعية بهدف احباط التجمهرات كثيرة المشاركين. فالاستخبارات تعثر على المخططين، تكشف مؤامراتهم للتجمهر وتنقل المعلومات الى الشرطة كي تعرقل هذه الاحداث. احبطت حتى الان بضع حفلات في الطبيعة واعراس كثيرة المشاركين، ولكن يتبين أن رجالات الاستخبارات العسكرية ممن  اقترضتهم القيادة نجحوا في العثور ايضا على موبئات كورونا افراد:  مرضى ملزمين بالحجر تجولوا خارج بيوتهم ورفعوا بوستات تدينهم في الشبكات. ليس هذا مفاجئا. فعندما يشبه رئيس الوزراء ووزراؤه بين وباء الكورونا والتهديدات الوجودية في تاريخ الشعب اليهودي (الكارثة) ودولة اسرائيل (حرب يوم الغفران)، فان من الطبيعي أن يتوصلوا الى الاستنتاج بان كل الوسائل لمنع الاصابة مشروعة، ولا توجد هيئة اكثر ملاءمة من الجيش الاسرائيلي للمهمة. في الحرب ضد الفيروس، مثلما في الحرب ضد الارهاب – فان حكم العرس كحكم الغرض المشبوه. ومع تجربة فاخرة كهذه من منظومة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي في العثور على السكان المدنيين، فلماذا الاكتفاء فقط بتعقب الهواتف النقالة حين يكون ممكنا استخدام المزيد فالمزيد من الاساليب التي يستخدمها جهاز الامن على الفلسطينيين في المناطق، وتطبيقها على مواطني اسرائيل، حين يكونوا جميعهم الان مثابة مشبوهين بالتخطيط لنشر المرض؟

ان منظومة قطع سلاسل العدوى صوغت واستخدمت 2.800 محقق. وبحساسيتهم العليا حرصت اوساط الجيش الاسرائيلي على ان تغير الالقاب الى “متسائلين” بسبب التداعيات السلبية في الجمهور. غير أن الحساسية المدنية الحقيقية ستكون التغلب على الاغراض لاستخدام هيئات الاستخبارات الاسرائيلية والوسائل الخاصة التي تستخدمها في الحرب ضد الارهاب، لوقف تفشي الوباء. يدور الحديث عن وسائل استخدامها ضد السكان المدنيين ينطوي على تغلغل فظ الى الحرمة الشخصية. مقارنة بالديمقراطيات في الغرب، تستخدم اسرائيل وسائل التعقب الاكثر توغلا.

ليس صدفة ان من يضغط منذ بداية الازمة لتوسيع استخدام التكنولوجيات المتطورة هو بنيامين نتنياهو الذي تحدث مؤخرا حتى عن امكانية استخدام كاميرات الشارع للعثور على المواطنين المتجولين بلا كمامات وتغريمهم. لقد حث نتنياهو جهاز المخابرات على تعقب الهواتف النقالة، لم يتردد في تقليص حرية التظاهر ومعني بان يضع منظومة التجسس على المواطنين، ولا سيما عندما يتظاهر الكثيرون منهم الان مطالبين باستقالته. هذا منحدر سلس، محظور السماح للجيش الاسرائيلي بالتجسس على المواطنين في الشبكات الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى