ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – لنشفى من هوس الغاز

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 5/12/2019

منذ 1950 وحتى اليوم ارتفع متوسط درجة الحرارة في اسرائيل بـ 1.4 درجة مئوية، وحتى 2050 سترتفع بـ 0.9 درجة. هذا ما نشرته أمس مصلحة الارصاد الجوية في تقريرها الذي حلل التغييرات المناخية في اسرائيل. كما اشار التقرير الى أن الليالي الساخنة ستكون اكثر تواترا. اما آثار ارتفاع الحرارة فهي انخفاض في جودة حياة الناس والحيوانات، الضرر اللاحق بالبيئة والارتفاع في استخدام الطاقة، أي المكيفات. 

افتتح هذا الاسبوع في مدريد مؤتمر المناخ الدولي للامم المتحدة، والذي حضره ممثلون من نحو 200 دولة يحملون مخططات للعمل. وقبيل المؤتمر اعلن وزير الطاقة الاسرائيلي يوفال شتاينتس هو الاخر بانه حتى العام 2030 سترفع اسرائيل معدل انتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة من 17 في المئة الى 30 في المئة. 

على الورق يبدو هذا جميلا – وزارة الطاقة تعمل في اتجاه ايجابي وتضع لنفسها هدفا واقعيا – اما عمليا فهذه ضريبة لفظية فقط. فالهدف متدن جدا وتحدد بشكل متأخر جدا. كان يفترض بدولة اسرائيل ان تحقق هذا الهدف، بل واكثر منه، منذ سنين. 

يثير تصريح شتاينتس الحفيظة حتى اكثر من ذلك حين نعرف بانه بالتوازي معه تواصل الوزارة اصدار الامتيازات للبحث والتنقيب عن حقول الغاز والنفط وتسمح بتشغيل محطات توليد الطاقة التي تتحرك بالغاز – مصدر طاقة ثبت في البحوث بان انتاجه ملوث. كما تبين بان طوافة تمار نفثت مواد ملوثة بكميات تفوق 30 ضعف ما قالته التقديرات، التي توقعها اصحاب تمويل المشاريع قبل تشغيلها. 

تثور في هذا الشأن حفيظة أكثر من مئة عالم اسرائيلي ايضا، منهم اثنان من الحاصلين على جائزة نوبل، البروفيسور اسرائيل اومان والبروفيسور دان شيختمن. وحذر هؤلاء العلماء الوزير من أن الاهداف التي وضعها متدنية وادعوا بان المشكلة هي في هوس الغاز لدى اعضاء الحكومة وشركة الكهرباء. ففي كتاب بعثه العلماء للوزير اشاروا الى ان الطاقة المتجددة ارخص من أي نوع آخر من الطاقة – حتى من الغاز – وهو لا تلوث ولا تسرع الاحتباس الحراري العالمي. وحتى ثمن جمع الطاقة، الذي كان في الماضي كفيلا بان يكون مانعا لمن يسعى الى منع الطاقة المتجددة، انخفض بقدر كبير ولا يمكن ان يشكل ذريعة بعد اليوم. 

اذا كانت اسرائيل تحب الحياة، فان عليها ان تشفى من هوس الغاز الملوث والمسخن وتسير بالتدريج نحو مستقبل الطاقة المتجددة. فضلا عن فضائلها من ناحية نجاعة الطاقة والوجود البيئي، فان هذه الطاقة يمكنها أيضا ان تستخدم في الشبكات الاقليمية بل والخاصة، غير المركزة. مثل هذه الخطوة، حتى لو تمت بشكل تدريجي واستغرقت وقتا ما فانها واجبة وواضحة من تلقاء ذاتها في هذه الايام الحرجة. فهذا سيحسن وضع البيئة والاقتصاد الاسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى