ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – لنتذكر ولا نبيع

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 23/1/2020

اذا كانت صحيحة التقارير عن أن بنيامين نتنياهو يعتزم الاعراب عن تأييده للحملة التي يخوضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد بولندا في الاشهر الاخيرة، فهذه مزحة سيئة على حساب ضحايا الكارثة والناجين منها، والذين من أجلهم يجتمع اليوم زعماء العالم في “يد واسم”. في مركز حملة بوتين اتهام بولندا باندلاع الحرب العالمية الثانية، في ظل تقليص الدور الكبير للاتحاد السوفياتي في ذلك.

في 1939 ترك الاتحاد السوفياتي يهود بولندا وباقي البلدان الاوروبية لمصيرهم حين وقع على اتفاق ريونتروف – مولوتوف؛ اتفاق عدم اعتداء بين الدولتين، تضمن تقسيما لبولندا فيما بينهما – مما ادى عمليا الى اندلاع الحرب العالمية الثانية. بعد اسبوع من توقيع الاتفاق غزت المانيا بولندا، في طريقها لتحقيق الحل النهائي وقتل الشعب اليهودي. فهل يحتمل ان الان، بعد 80 سنة من ذلك، تكون اسرائيل مستعدة لان تنسى دور الاتحاد السوفياتي في نشوب الحرب؟ وكل هذا بسبب مصالح واعتبارات لحظية، لا تتطابق والحقيقة التاريخية؟

يأتي بوتين الى “يد واسم” كمن يقف على رأس أمة انتصرت على الحكم الاجرامي لهتلر وحررت معسكر الابادة اوشفيتس الذي اقامه في بولندا، ولكن لا يجب أن ننسى فصولا أقل بطولية أيضا، سبقت الانتصار على النازيين. وهذه تتضمن، الى جانب المعاهدة مع ألمانيا النازية في 1939، المذبحة التي نفذها السوفيات ايضا بحق عشرات الاف البولنديين الابرياء في غابة كتين في 1940؛ مذبحة حاولوا طمسها على مدى عقود. وعن حق يخشى رئيس بولندا، اندجي دودا، الذي أدار قدميه عن الاحتفال في “يد واسم” لانه لم يتلق منصة يخطب منها، أن يستغل بوتين المنصة الاسرائيلية كي يغرس روايته الزائفة ويشوش ويشوه أجزاء لا تروق له من التاريخ.

قبل سنتين جرت بولندا نتنياهو الى مواجهة جبهوية مع كبار المؤرخين في “يد واسم”. كل هذا بعد أن وقع على تصريح مشترك موضع خلاف مع نظيره البولندي، متاوش موربايسكي، وبموجبه فان “الكثير من البولنديين” انقذوا يهودا في الكارثة، بينما اولئك الذين تعاونوا مع النازيين كانوا افرادا، ولم يفعلوا ذلك كجزء من الشعب البولندي. لقد شوه نتنياهو التاريخ في حينه كي ينهي الازمة في علاقات الدولتين والتي نشبت حول “قانون الكارثة” البولندي الذي هدد بتقييد حرية التعبير على دور البولنديين في جرائم النازيين.

محظور ان تؤدي الحاجة الى تعزيز العلاقات مع روسيا او الرغبة في تحرير نوعاما يسسخار بنتنياهو لان يوقع – بيديه او بصوته – على تصريح لا تاريخي آخر. ان التاريخ العام، فما بالك اليهودي، ليس ملكا شخصيا لرئيس الوزراء وليس معروضا للبيع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى