ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – لجنة انتخاب القضاة

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 10/11/2020

صورة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يخطب في مدخل المحكمة المركزية في القدس قبل لحظات من بدء محاكمته، محوط بنحو نصف كتلة الليكود،  بافواههم المكممة بالكمامات، تدخل على الفور مع نشرها الى السجل الاسرائيلي. من الصعب التفكير  بصورة اكثر تلخيصا لاواخر عهد نتنياهو: الحزب الحاكم يقف  خلف رئيس الوزراء المتهم بالجنائي،  ويسانده في الوقت الذي يتهجم فيه على جهاز انفاذ القانون كآخر المجرمين.

تساءل كثيرون في حينه من هي تلك الشخصية الغامضة التي تقف بين دافيد امسلم ويوآف غالنت وبين تساحي هنغبي واسرائيل كاتس، وكيف حظيت بهذا الشرف المهزوز بمرافقة المتهم في ساعته القاسية. وتبين  لاحقا أن هذه هي اوسنات مارك، التي كانت في حينه مرشحة لان تكون نائبة ولان تحتل مكانا في لجنة انتخاب القضاة. ويمكن الان للجمهور أن يفهم أخيرا لماذا وجدت مناسبة بهذا القدر للمنصب المبجل.

عارضت مارك ترفيع قاضيين اعتقدت انهما ذوا أراء توجد في الجانب اليساري من الخريطة السياسية. ففي  مقابلة مع “اسرائيل اليوم” في نهاية الاسبوع قالت انها ستختار مرشحين وفقا لمواقفهم السياسية، ولكنها ستحرص على اخفاء ذلك في تعليلاتها. “لن اعين قضاة يساريين، لا تقلق، لا توجد حالة كهذه”، كما أعلنت. وعندما سُئلت ماذا ستفعل اذا ما اتهموها بانها ترفع مراتب مرشحين من اليمين فقط، قالت: “عندها لن اقول يميني، بل سأقول محافظ. سأتخذ الكلمة المغسولة”.

والقاضيان هما عيدو درويان الذي تطوع في الماضي لمساعدة “السكان الضعفاء في جنوب تل أبيب”، والمحامي شاي شلهيفت، قاضٍ قائم بالاعمال في المحكمة العسكرية،  التي  برأت ساحة فلسطيني اتهم بارتكاب عملية اطلاق  نار بلا قتلى.  القرار بشأن درويان  لم يتخذ بعد بينما ترفيع شلهيفت جمد لسنتين.

في نظام الحكم الاسرائيلي  توجد اهمية عليا في الا يكون القضاة بهوية سياسية. وامس بالحيادية السياسية للجهاز القضائي سيكون ضربة قاضية لمصداقيته ولمرجعيته. وهو سيمس بالثقة التي يكنها الجمهور لقرارات المحاكم. اما الانتماء السياسي فلا يمكنه أن يشكل معيارا للتعيين  أو الترفيع. ويفترض بالقضاة ان يتولوا مناصبهم على اساس التميز، التجربة، الحكمة والقدرة المهنية.

غير أن هذه المفاهيم والقيم غريبة على عالم مارك. ولشدة الاسف هذا بالضبط هو السبب الذي من أجله اختيرت للمنصب. تعيينها ليس خطأ في التفكر بل مؤامرة سياسية مخطط لها جيدا. نتنياهو يقاتل ضد أزرق أبيض على تعيينها مثلما قاتل على تعيين عبده المخلص امير اوحنا لمنصب  وزير الامن الداخلي.  مع مارك والوزيرة ميري ريغف في لجنة انتخاب القضاة، ومع اوحنا كمسؤول عن الشرطة يمكن لنتنياهو ان ينام بهدوء.  فهم سيحمون مصالح المتهم رقم 1 في اسرائيل.  

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى