ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – لجنة الزعرنة والسوقية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 18/7/2021

أبدى ائتلاف التغيير يوم الاثنين من الاسبوع الماضي استهتارا واستخفافا بقواعد اللعب. بقدر ما كان ليخجل ائتلافات بنيامين نتنياهو في اكثر ايامها انفلاتا للعقال. فقد أدرج الائتلاف حديث العهد اعضاءه في معظم اللجان الاهم واعضاء المعارضة ادرجوا في لجان ذات اهمية ثانوية، في تجاهل فظ للمفتاح المقرر بالنسبة لحجم الكتلة. 

عندما كان نفتالي بينيت، يئير لبيد وشركاؤهم في المعارضة تحدثوا عاليا عاليا عن الحاجة لحماية الديمقراطية، عن الاصلاح، عن رأب الصدوع وعن اللعبة النزيهة. وكانت هذه الافكار والقيم ظاهرا هي القاسم المشترك بين مستوطنين يمينيين مؤيدين للضم وبين رجال تكنولوجيا عليا تل أبيبيين مؤيدين لحل الدولتين – وهي التي خلقت الاساس للارتباط السياسي الاستثنائي لتغيير الحكم. 

اما الان، حين كانت خيوط الحكم في ايديهم، فان اصحاب القيم والمثاليين من اليمين ومن اليسار، يقلدون نزعات القوة التي وقفوا ضدها من قبل. في لجنة الكنيست التي تقرر شكل السلوك في المقر العام، سيكون اعضاء تسعة ممثلي ائتلاف وفقط ستة اعضاء من المعارضة. في لجنة المالية – وهي من اهم اللجان واكثرها تأثيرا – من اصل 16 عضو سيكون ممثلان فقط من الليكود، رغم ان النواب من الليكود هم ربع عدد اعضاء المجلس. لقد ترك الائتلاف في ايديه ايضا لجنة الاقتصاد التي كانت بشكل تقليدي في ايدي المعارضة. 

ان الاكراميات التي قدمها الائتلاف في ترتيب اللجان تعد هي ايضا مظهرا من الزعرنة البرلمانية. ففي لجنة العلوم مثلا حيث سيكون ثمانية اعضاء من المعارضة وثلاثة من الائتلاف فقط. وفي لجنة الاستيعاب، حيث تلقى الليكود 6 مقاعد من اصل 11. كما ان توزيع رئاسة اللجان، وتتلقى فيه المعارضة ثلاثة لجان فقط – الرقابة، العلوم ولجنة مكانة المرأة – هو قدوة التغول. فما بالك انه بذلك ينشأ الانطباع بان العلوم ومكانة المرأة يأتيان في اسفل سلم اهتمام الحكومة الجديدة.

يمكن لنا ان نتفهم غضب المعارضة وقرارها مقاطعة التصويت في الهيئة العامة على تشكيل اللجان. يوجد هنا اخفاق يثير النقد حتى بين رجال المهنة في  الكنيست، بما في ذلك المستشارة القانونية للجان الكنيست، المحامية اربيل استرخان. وجدير الاشارة بالبنان الى  رئيس الكنيست، النائب ميكي ليفي، الذي انتقد علنا سلوك الائتلاف وحاول التوسط بين الطرفين وكسب الوقت للوصول الى توافقات. ليس هكذا تتصرف حكومة تغيير. لا يوجد هنا مكان للتمييز التعديلي. فالسبيل الوحيد لاصلاح ما خربه نتنياهو وشركاؤه هو تصرف بنزاهة واحترام قواعد اللعب الديمقراطية. على حكومة التغيير ان تشكل قدوة والا تحاكي الزعرنة البرلمانية التي باسم مكافحتها سعى اعضاؤها لتغيير الحكم.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى