ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – لا لمزيد من استعراض العضلات

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 11/5/2021

سجلت أحداث يوم القدس أمس ذروة زائدة احتدمت فيها جبهة غزة من جديد، فاطلقت الصواريخ على القدس وعلى غلاف غزة، واصيب مئات الفلسطينيين وافراد الشرطة في المواجهات في الحرم، والتخوف الشديد هو أن تكون هذه خطوة  اولى نحو ما يصفه الجيش الاسرائيلي كمعركة على غزة من شأنها ان تتواصل لايام ان لم تكن اكثر من ذلك. لم ينشب الاشتعال في يوم واحد ولم يظهر ككارثة طبيعية. سلسلة الاحداث، التي تضمنت المواجهات في الشيخ جراح، الحواجز التي نصبت في باب العامود، المناوشات في الحرم والنية لعقد رقصة الاعلام التي ليست سوى استفزاز مخطط مسبقا يستهدف استعراض التسيد والتحكم، والتي رسمت بشكل دقيق المسار الذي ادى الى الاشتعال ومن شأنه ان يجر اسرائيل الى الحرب. كل هذا كان يمكن وقفه في الوقت المناسب. ولكن محافل الاستخبارات، الجيش والشرطة، التي حذرت من النتيجة المرتقبة اصطدمت بحكومة انتقالية، عديمة الشرعية يقف على رأسها رئيس وزراء فقد التفويض وينقل الاحداث عبر اختبار المنفعة التي يمكن أن تمنحه اياها او الضرر الذي  تلحق بخصومه السياسيين. ليس مفاجئا أن بوق نتنياهو، النائب ميكي زوهر، شرح التطورات في أن “العرب” يحاولون فحص “حكومة اليسار التي توشك على النشوء“. معروف من  اي نبع ينهل زوهر حكمته.

فقط في اللحظة الاخيرة، وبشكل متأخر جدا اقتنع بنيامين نتنياهو بان يحرف مسار كرنفال الاعلام، حين بات واضحا له كيف يمكن أن نستغل الاحداث. “منظمات الارهاب في غزة اجتازت قبل المساء في يوم القدس خطأ احمر وهاجمتنا بالصواريخ في اطراف القدس، اسرائيل سترد بقوة شديدة”، قضى الرد الاسرائيلي المرتقب. ليس غنيا عن تذكيره بان خطوطا حمراء كثيرة تم اجتيازها في الماضي، بما في ذلك النار على القدس، وكذا الردود عظيمة الشدة سبق أن جربت ولم تنجح حقا.

ان التوافقات والتفاهمات بالذات التي تحققت مع حماس من خلال وسطاء هي  التي انتجت فترات من الهدوء والسكينة. مواطنو اسرائيل لا يحتاجون الى اختبار عابث آخر للمكانة او لاستعراض فتاك للعضلات. فسكينة حياة سكان غلاف غزة كان ينبغي أن تكون امام ناظر اصحاب القرار عندما رأوا كيف تصبح القدس تهديدا وقرروا التجاهل. لرئيس الحكومة الانتقالية توجد الصلاحيات والواجب لاحباط التهديد الوجودي على دولة اسرائيل، ولكن لا حق له في ان يجر اسرائيل  الى حرب سببها المنافسة على الشرف. فالاذن  الذي اعطته حكومة اسرائيل للجيش الاسرائيلي بان يعمل بقوة في غزة لن يحل مشكلة القدس، ولكن  الجهود الدبلوماسية لكبح ردود الفعل المتبادلة كفيلة بان تنتج الهدوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى