ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – لا تتجاوزوا المنطق

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 3/9/2021

في الاسبوع القادم، بمناسبة سنة التجاوز، ستتوقف الغالبية الساحقة من السلطات المحلية اليهودية في اسرائيل عن غرس الاشجار وزرع النباتات والورود. كما أن الصندوق القومي، الجيش، شركات البنى التحتية والمؤسسات العامة ستوقف الزرع. 

على مدى السنين وجد الحاخامون حلولا مختلفة لمشاكل يخلقها التجاوز للزراعة. المعروف من هذه الحلول هو “اذن البيع”، الذي يسمح باستمرار تسويق المنتوج الزراعي بعد بيع رمزي للارض لاحد غير يهودي. ولكن في كل ما يتعلق بالاشجار التي ليست اشجار مثمرة في المدن وفي البلدات لا يوجد اي حل. عمال الجنائن يتوقفون عن الغرس، وينتظرون السنة القادمة. 

ينطبق هذا القضاء دون اي بحث جماهيري ودون اي تردد في المدن الحريدية، الدينية والعلمانية على حد سواء. في فحص اجرته “هآرتس” تبين ان حتى البلديات التي تخطط لمواصلة الزرع، مثل بلدية تل ابيب، تخشى من الاعتراف بذلك علنا.

يدور الحديث عن إكراه ديني عديم المنطق. في فترة ازمة مناخية حين تكون الاشجار هي خط الدفاع الاول لدينا في وجه الاحتباس الحراري والوسيلة الاكثر نجاعة لمنع غازات الدفيئة، فان هذا قرارا سائب. في الاصل يأتي التجاوز لخدمة قيم بيئية واجتماعية: اعطاء الارض والانسان زمنا للانتعاش. اما في زماننا فقد اصبح بندا آخر في الاكراه يمس بالقيم البيئية والاجتماعية من حيث تكييف المدن مع الحياة البشرية في العصر الحالي.

الاشجار في داخل المدن ليست ترفا او زينة، بل جزء حيوي لا يتجزأ من البنى التحتية. فهي توفر الظل وتجعل الشوارع محتملة للسير او للدراجة، تضعف الحرارة في المدينة، تنقي الهواء من التلوث، تسمح بتغلغل المياه، تمنع الطوفان وغيرها. لقد فهمت بلديات عديدة في اسرائيل اهمية الاشجار لحياة المدينة واعلنت عن حملات غرس متواصلة. 

ان التوقف لسنة هو كبح لهذا الجهد دون سبب منطقي. من شأن التجاوز ان يؤدي ايضا الى قطع الاشجار التي في السنة العادية كانت مرشحة للنقل وذلك منعا لاعادة غرسها، والذي هو الاخر ممنوع في سنة التجاوز. على وزير الزراعة عوديد بورير ووزيرة حماية البيئة تمار زنذبرغ ان يطالبا الحاخامين الرئيسيين ان يجدا حلا فقهيا يسمح باستمرار الغرس. الى جانب  ذلك على رؤساء المدن ان يصحوا وان يعلنوا بانهم يواصلون الغرس.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى