ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – كيف يتجرأ كوخافي ما

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 28/1/2021

هرع رئيس الاركان، أفيف كوخافي، ليعرض موقفا قاطعا من النية المعلنة من الرئيس الامريكي جو بايدن للعودة الى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018. “هذا أمر سيء  وغير صحيح من ناحية استراتيجية وعملية”، قضى رئيس الاركان في محاضرة له أول أمس في مؤتمر معهد بحوث الامن القومي.  وعلى حد قوله، فان الاتفاق “سيسمح بتخصيب كميات، بتطوير اجهزة طرد مركزي، لدرجة الانقضاض نحو القنبلة… وسيجر على ما يبدو تحولا نوويا اقليميا في الشرق الاوسط”، وبالتالي “محظور السماح به، لو لم يكن هذا رئيس الاركان لكان ممكنا التعاطي مع تصريحاته كتقويم شرعي، او كتخمين ذكي. فالاتفاق نفسه، كما يجدر بالذكر، يتضمن بنودا مفصلة ودقيقة، وفيها اساليب رقابة متسللة، وافقت ايران عليها، وفترات زمنية طويلة، بين عشر الى ثلاثين سنة يحظر عليها فيها تخصيب اليورانيوم بمعدلات عالية. وحسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والاستخبارات الامريكية والاسرائيلية، التزمت ايران بكل تعهداتها حتى 2019 – بعد سنة من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق – قبل أن تبدأ بخرق جزء من القيود التي فرضت عليها بشكل مدروس.

المشكلة والضرر اللذين في تصريحات رئيس الاركان ليسا في توقعاته. فعندما يكشف رئيس الاركان النقاب عن انه اصدر تعليماته للجيش لاعداد مخططات عملياتية ضد ايران “اضافة الى تلك الموجودة”، فانه يخرج جدا عن صلاحياته. اقواله هي مثابة رصاصة موجهة ضد بايدن وتهديد علني بان اسرائيل كفيلة بان تعمل بشكل عسكري مستقل تجاه ايران. اضافى الى ذلك فان فيها مثابة وضع قيود على كل بحث استراتيجي يفترض أن يجري في اسرائيل، حتى قبل ان يتشكل الفريق الخاص الذي يعتزم رئيس الوزراء تشكيله كي يبحث في الموضوع النووي الايراني، وحتى قبل أن يقرر وزير الدفاع موقفه.  

لقد اوضح بيني غانتس في 2015، بصفته رئيس  الاركان بانه “كان يمكن تحقيق اتفاق افضل، ولكني ارفض الدخول في حالة هستيريا. فالاتفاق ابعد ايران 15 سنة عن القنبلة”. من الحيوي ان نسمع موقفه قبل أن يعرض رئيس الاركان خطة عمل، او يقرر موقفا من شأنه ان يجعل اسرائيل تصطدم بالادارة الامريكية الجديدة.

رد فعل اسرائيل على سياسة بايدن ستضع قيد الاختبار علاقاتها مع الولايات المتحدة ليس فقط في موضوع النووي الايراني. وصياغتها تستوجب تفكرا، حكمة سياسية وحذرا عسكريا. وتصريحات رئيس الاركان لا تشهد على وجود هذه الاسس. ينبغي الامل الا يكون كوخافي قصد ان يكون بوق بنيامين نتنياهو كي يتحدث ضد الاتفاق النووي.

ان رئيس الوزراء ووزير الدفاع مطالبان بان يوقفا رئيس الاركان في مكانه، او يوضحا موقفيهما، ان يحتفظا في ايديهما بصلاحيات ادارة السياسة، والا ينقلاها الى من ليس مخولا بذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى