ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير –  كالاشارة  الضوئية الخربة

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 19/12/2021

مع اكتشاف متحور الاوميكرون أعادت الحكومة الحظر على دخول الاجانب الى اسرائيل، باستثناء تلك الحالات التي اقرتها لجنة الاستثناءات. غير أنه يتبين ان ليس كل العائدين محظورين بذات القدر. فقد سمح فريق من وزارات متعددة الاسبوع الماضي بدخول مجموعات من السياح وصفت طبيعة زيارتهم بانها “سياحة يهودية”. وهكذا سمح لوفود من “تغليت” ومنظمات مشابهة بالدخول بينما مجموعات اخرى  وبينها مسيحيون سعوا للوصول الى البلاد لحضور احتفالات عيد الميلاد – رفضت. 

طُلب من عضاء “تغليت” الدخول في حجر لثلاثة ايام تبعا لفحص الكورونا، تماما وكأنهم اسرائيليون. هذا الا اذا كان اليهود في مناعة طبيعية ضد متحور الاوميكرون والاسرة العلمية وحكومة اسرائيل تخفي هذا عن عيون الجمهور، فالحديث يدور عن استثناء تمييزي ان لم نقل عنصري، يسحب البساط من تحت قرار منع دخول السياح. تعد هذه خطوة غريبة تذكر باستثناء الولايات المتحدة من منع الدخول لاسرائيل والذي اتخذته حكومة نتنياهو كي تسمح برحلات جوية حرة للحريدين من الولايات المتحدة، الخطوة التي كانت عرضت لانتقاد جماهيري وذلك حتى ممن كانوا في حينه في المعارضة واصبحوا اليوم في الحكم. 

اذا كانت دولة ما تقرر اغلاق ابوابها امام السياح بسبب تفشي الوباء في الدول الاصل فلا يوجد اي منطق أو مبرر لاستثناء اليهود منها. وليس صدفة ان ثار احتجاج في الكنيسة المسيحية، ففي السبت القادم سيحل عيد الميلاد، وفي الكنيسة يتساءلون عن حق “لماذا يتلقى زوار “تغليت” – الذين هم مواطنون اجانب – تسهيلات كهذه بينما الحجاج لا يتلقونها.  الفارق الوحيد هو أنهم يهود ليس إلا”. 

ان استثناء السياح اليهود يثير الحفيظة اضعاف اضعافا على خلفية الاستخفاف الفظ الذي ابدته الحكومة تجاه عاملي فرع السياحة. في الوقت الذي تقول فيه وزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي انه “من المشروع التضحية بفرع السياحة” ووزير المالية افيغدور ليبرمان يبعث بوكلاء السفر والمرشدين السياحيين “لاستبدال المهنة” جاءت وزيرة الداخلية آييلت شكيد واستثنت السياحة اليهودية بدعوى أن الحديث يدور عن “مشروع ذي أهمية قومية”. افليست السياحة هي مشروع ذو اهمية قومية؟ من خلال سياسة التمييز تطلق الحكومة رسالة شوهاء بموجبها اليهود في المنفى اهم لها اكثر من مواطني الدولة. اذا لم يكن حقا اضطرار لاغلاق اسرائيل فينبغي فتح الابواب تبعا لقيود كالتي في دول اخرى في العالم والسماح بحركة سياسية منضبطة.  

ان التذبذب في القرارات (مجمعات تجارية خضراء، مجمعات تجارية بنفسجية)، المشادات بين الوزارات (تطعيم الاطفال)، الفوضى السائدة، الاستعداد للتضحية بفئات معينة وتفضيل اخرى لاعتبارات سياسية تضعضع ثقة الجمهور بالحكومة، بالخطوات التي تتخذها وبتوصياتها. على رئيس الوزراء نفتالي بينيت ان يصحو وان يحرص على ان تتصرف حكومته بموضوعية، بهدوء، بمسؤولية، بشفافية وبمهنية اعلى.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى