ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – في اليمين أيضا يحطمون الصمت

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 10/12/2020

لا حاجة لان يكون المرء عضوا في الليكود كي يتماثل مع ما قاله جدعون ساعر حين أعلن أول امس عن ترك الليكود، عن اقامة حزب وعن نيته للتنافس ضد بنيامين نتنياهو على رئاسة الوزراء. لقد أكد ساعر ما يعرفه الجميع: “الولاء للطريق استبدل بعبادة الشخصية لانسان من لحم ودم”؛ و الحزب “أصبح اداة تخدم مصالح رئيس الوزراء بما في ذلك تلك المتعلقة بمحاكمته الجنائية”؛ وسيطرت على الليكود “ثقافة مرفوضة من التحقير والتشهير المنهاجيين للخصوم السياسيين من الداخل ومن الخارج”. وعليه، قال ساعر، “لم يعد يمكنني ان اؤيد حكومة برئاسة نتنياهو ولا يمكنني ان اتنافس في الليكود برئاسته”.

وتجدر الاشارة الى أنه لا ينبغي تنمية اوهام حول مواقف ساعر. فالحديث يدور عن رجل اليمين العميق، خريج شبيبة “هتحيا”، مؤيد صريح لضم المناطق. بالمقابل لا ينبغي ان نتجاهل ان هذا هو التمرد الاول ضد نتنياهو الذي يجري في الليكود باسم مبادىء الرسمية وانطلاقا من الحرص على الدولة والمجتمع.

الصدق – بما في ذلك من جانب من لا ينتمون الى معسكر اليمين – يستوجب الاعتراف انه في الظروف القائمة، في ظل الدينامية الجماعية التي ترفع الى العقل الطائفة الدينية اكثر مما ترفع الحزب، هناك حاجة للشجاعة من أجل النهوض واتخاذ الخطوة السياسية التي اتخذها ساعر.

لا حاجة لان نؤيد مواقف ساعر – او كبديل ان نتوقع انه في لحظة الحقيقة سيرفض الجلوس مع نتنياهو في نفس الحكومة – من أجل ان نقدر حقيقة أن أخيرا وجد رجل ليكود كبير، تجرأ على تحطيم الصمت وقول الحقيقة عما يجري في الليكود وفي  اسرائيل نتنياهو، فيستقيل ويحاول خلق بديل. خطوة ساعر تكشف فقط بقوة اكبر البؤس، الطاعة والتزلف لاولئك الذين تبقوا مع نتنياهو.

ان الضرر الذي الحقه نتنياهو بالليكود – ضرر يشعر به ساعر على جلدته مثل كثيرين آخرين قبله (بيني بيغن، دان مريدور، ميخائيل ايتان، موشيه كحلون وافيغدور ليبرمان) – هو جوهر الضرر الذي الحقه نتنياهو بالمجتمع وبالدولة. فالصعوبة في طرح بديل لنتنياهو يتشارك فيه اليمين واليسار بذات القدر. ومن هذه الناحية، فان تهديد ساعر للاحتكار الذي لنتنياهو على اليمين سيقدم خدمة ايضا لمعسكر معارضيه لانه يفتح الحقل السياسي امام المنافسة.

ان حركة التنكر لنتنياهو في داخل الليكود هي خطوة لاينبغي التقليل من أهميتها. فالامر كفيل بان يساعد على تحرير اسرائيل كلها  من عناق رئيس الوزراء، المتهم بالجنائي والرافض لرفع قبضته بعد 11 سنة حكم متواصلة.

لقد درج على القول ان اليمين وحده يمكنه أن يصنع السلام، يحتمل ايضا أن اليمين وحده يمكنه أن يسقط نتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى