ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – فن الرقابة والملاحقة

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 12/7/2021

يحتمل ألا تكون شرطة اسرائيل والنيابة العامة للدولة قد اطلعتا على تبادل الحكم والا فمن الصعب ان نفسر كيف حصل أن استدعي الفنان غريغوري يسرائيل آفو الى التحقيق في الشرطة الاسبوع الماضي في اعقاب الفيديو الذي انتجه وبدا فيه يحرق صفحة كتب عليها كلمة “يهوا”. والذريعة: المس بالمشاعر الدينية. ومع ان حيلي تروبر في وزارة الثقافة، عومر بارليففي وزارة الامن الداخلي وجدعون ساعر في وزارة العدل – لكن الرقابة تحتفل.

تخطط الشرطة ايضا لان تستدعي للشهادة مديرة منزل الفن في عين حاروت، اوريت ليف سيغف،  حيث  عرض العمل الفني وكذا بتشيفع غوتمان ايدا، جامعة المعرض “لعلمك”، حيث  عرض. 

هذه فضيحة. آفو لم يرش لوحة جدارية على كنيس ولم يحرقادوات مقدسة في وضع استفزازي في الحائط الغربي. عمله الفني عرض في نُزل على مدى اكثر من نصف سنة ولم يمس بالمشاعر الدينية لاحد. غير أنه في الشهر الماضي زار المعرض اطفال روضة رسمية – دينية، وام احد الاطفال – الذين لم يشاهدوا العمل الابداعي –رأت عمل الفيديو وصدمت. ولاحقا رأى النائب بتسلئيل سموتريتش فرصة لجني ربح سياسي وتوجه الى المستشار القانوني للحكومة مطالبا بفتح تحقيق ضد آفو. بعده جاء رقباء سياسيون آخرون.

وحسب المادة 173 من قانون العقوبات، فان من  يمس بالمشاعر الدينية هو من “ينشر منشورا” او “يطلق في مكان عام وفي مجال سماع فلان كلمة أن صد”، فيهما “ما يمس مسا فظا بمعتقدات او بمشاعر الاخرين الدينية”. اذا كان عمل آفو الذي عرض في المتحف، مشمول في هذا التعريف فيمكن ببساطة اغلاق المعارض في البلاد وتحويل المتاحف الى كنس.

في سنوات حكم بنيامين نتنياهو طرأ تآكل ثابت في قيم ديمقراطية تأسيسية، بما فيها حرية التعبير الفني. كما أن النيابة العامة والشرطة اضطرتا احيانا لان تسير على الخط مع روح القائد. اما الحكومة الجديدة فقد وعدت بالتغيير في المزاج العام؛ تغيير يسمح ايضا لسلطات القضاء وانفاذ القانون ان تتخذ قرارات موضوعية وليست سياسية. غير أن التغيير لا يبدو ظاهرا في هذه الاثناء. والدليل: وزيرة التعليم جفعات شاشا بيطون قررت الا تتدخل في موضوع منع جائزة اسرائيل عن البروفيسور عوديد غولدرايخ. ينبغي أن تتوقف على الفور ملاحقة آفو ونزل الفن. اذا كان اناس متدينون يخافون ان تمس مشاعرهم من أمر فني فان عليهم ان يمتنعوا عن زيارة المتاحف، او ان يستوضحوا مسبقا اذا كان المضمون “حلال”. فليس مقبولا على العقل ان يتم تكييف الاعمال الفنية مع مشاعرهم ومعاقبة من يخرج عن ذوقهم. محظور على الدولة أن تمس بحرية التعبير الفني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى