هآرتس – بقلم أسرة التحرير – عربدة بتكليف من الدولة

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 15/11/2021
للنمط المعروف، الذي يعود لعشرات السنين، من العنف الاسرائيلي تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية، “عربدة الافراد”، هدف واحد ومعلن: طرد الفلسطينيين من مجالهم العام والخاص، وعندها السيطرة على دونم آخر ونبع آخر وبئر ماء آخر. تقرير منظمة “بتسيلم”، “بتكليف من الدولة” يحتسب حجم الاراضي، التي نجح عنف منهاجي لسكان تسع بؤر ومستوطنة واحدة في سد الطريق اليها في وجه الفلسطينيين، في عينة من خمس مناطق في الضفة. يدور الحديث عن نحو 28 الف دونم. وبتقدير “كبير المستوطنين” زئيف حفير، سكرتير عام “امانه” فان المساحة التي نجحت نحو 150 بؤرة ومزرعة فردية في السيطرة عليها هي نحو 200 الف دونم – ضعف المساحة المبنية لكل المستوطنات.
والى اي مدى الغاية فيها مقدسة تدل الحقيقة بان الاعتداء على الفلسطينيين يرد السبوت وايام العيد. فالاعتداءات تتضمن اجتثاث اشجار زيتون وحرقها، احراق مساجد وتحطيم سيارات، رعي قطيع “يهودي” في حقوق وكروم للفلسطينيين، سرقة المحصول، ارسال حوامات للتجسس على الفلسطينيين، اعتداءات على قاطفي الزيتون والرعاة بالكلاب، رشق الحجارة واطلاق النار الحية.
هذا النمط المتمثل بالعجز من جانب سلطات القانون والنظام في ضوء عنف المستوطنين وتكاثر البؤر الاستيطانية، يثبت بان الحديث لا يدور عن اخفاق بيروقراطي. فلو ارادت المؤسسة السياسية والقانونية الاسرائيلية لوجدت السبل بوضع حد لارهاب المشاغبين اليهود. التفسير للعجز بسيط، مثلما يفسر تقرير بتسيلم. يدور الحديث عن غاية واحدة، تتشارك فيها المؤسسة الاسرائيلية والمستوطنون: السيطرة على اكبر قدر ممكن من الارض الفلسطينية في الضفة ودحر الفلسطينيين الى جيوب مكتظة ومنقطعة.
اسرائيل الرسمية تفعل هذا من خلال الاعلان الوهمي عن ميادين اطلاق نار ومحميات طبيعية، تخليد التصنيف المقيد للمنطقة ج، منع الفلسطينيين من البناء، التنمية، الارتباط بشبكات المياه والكهرباء، هدم البيوت وآبار المياه، قطع انابيب المياه.
جماعات اهلية فلسطينية عديدة اصرت ونجحت في مواصلة العيش على اراضيها رغم الظروف الصعبة التي فرضتها اسرائيل عليها. ولكن اعتداءات المستوطنين المسلحين، بحماية الجيش وبالحصانة التي يعطيها لهم جهاز القضاء، تنجح في المكان الذي فشلت فيه المحظورات الرسمية: الفلسطينيون يكفون عن الوصول الى اراضيهم، بل حتى يتركون بيوتهم. ولا تزال يد المعتدين ممدودة.
مطلوب قوى هائلة واحساس بالعجلة للاسرائيليين وللاسرة الدولية كي يتوقف الميل المتعزز للسلب والطرد، اللذين يحققهما المستوطنون بالتعاون مع المؤسسة الاسرائيلية. اما عدم اكتراث المجتمع الاسرائيلي المدني فمثله مثل الموافقة والتأييد اللذين سيكون ثمنهما باهظا جدا.