ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – عار وجوع

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 7/3/2021

ان معطيات الاستطلاع الذي اجرته وزارة الصحة بالتعاون مع بلدية تل ابيب يافا والذي فحص مستوى الامن الغذائي لطالبي اللجوء الذين يسكنون في جنوب تل أبيب هي شهادة فقر لدولة اسرائيل. في الساحة الخلفية للمدينة البيضاء تعشعش أزمة انسانية حادة تكاد لا تعني احدا، والانشغال بها في اسرائيل بنيامين نتنياهو يعد انشغالا غير شرعي.

85 في المئة من الـ 40 الف طالب لجوء ومهاجر عمل يسكنون في تل أبيب يعانون من نقص في الامن الغذائي، معظمهم بالمستوى الاخطر – بما في ذلك مؤشرات الجوع. وبلغة ليست مغسولة: ليس لمعظم عديمي المكانة في تل أبيب ما يأكلونه.

منذ تشرين الاول حذرت منظمات الاغاثة لطالبي اللجوء من أن نحو 80 في المئة منهم عاطلون عن العمل في اعقاب الازمة في نطاقات الفنادق والمطاعم وان الكثيرين منهم فقدوا استحقاقهم للتأمين الصحي. يدور الحديث عن فئة سكانية ليس لها حقوق حماية اجتماعية او بدل بطالة – اي أن معنى البطالة من ناحيتهم هو انعدام مصدر دخل بديل أو اي شبكة امان. وحذرت المنظمات من أن طالبي اللجوء يقفون على شفا الانهيار. ومع أنه حسب الاستطلاع اليوم فان معظمهم يقفزون عن الوجبات، يقلصون كمية الغذاء ونوعه، وكبار السن منهم يتخلون عن الطعام في صالح الاطفال كي يصمدوا.

المشكلة هي انه في المناخ السياسي الحالي الذي يقف فيه حفظ التفوق اليهودي برأس سلم الاولويات القومي، تفر الحكومة من الانشغال في هذا الموضوع  كما تفر من النار. وقد رفعت هذه المعطيات القاسية لعلم الوزارات الحكومية المختلفة وبات صعبا اكثر تجنيد الميزانيات لذلك إذ ان من يحاول عمل ذلك سيصنف لا سمح الله كـ “يساري” عاقر اسرائيل.

بسبب الخوف من رد فعل المؤيدين لطرد طالبي اللجوء وشركاؤهم السياسيين  في احزاب اليمين، قليلة هي الاعمال التي تتم مع ذلك من تحت  الرادار، بشكل غير رسمي. ويقع العبء في معظمه ان لم يكن كله على منظمات القطاع الثالث وهي تنهار تحت العبء.

وزير الصحة يولي ادلشتاين، وزير الرفاه ايتسيك شمولي، ووزيرة تعزيز وتقدم المجتمع الاهلي اورلي ليفي ابقسيس ووزير العدل بيني غانتس، وبالطبع رئيس الوزراء نتنياهو – ملزمون كلهم بان يستيقظوا من الكابوس القومي الذي تعيشه اسرائيل وان يصلحوا فورا الطريق المعيب الذي يتعاملون به في اسرائيل تجاه الاشخاص الذين في اسفل السلسلة الغذائية.

ان الرعاية السياسية والاخلاقية لطالبي اللجوء يحتاج تغييرا في النهج بـ 180 درجة، سواء من ناحية بيروقراطية في كل ما يتعلق بتلقي المكانة سواء من ناحية منح الحماية الاجتماعية والصحية – ولكن ليس اقل من هذا في مستوى الخطاب الجماهيري المصاب بكراهية الاجانب وبالعنصرية. لا يجب ان يكون اي شخص في اسرائيل جائعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى