ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – صورة خسارة

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 9/11/2021

صورة  تفجير مبنى الجلاء في غزة لا تزال حديثة العهد في الذاكرة. في 15 ايار في اثناء حملة “حارس الاسوار” قصف الجيش الاسرائيلي ودمر المبنى – احد رموز المدينة – حيث كانت تنزل مكاتب وكالات الانباء الفرنسية “الجزيرة” ووسائل اعلامية اجنبية اخرى. 

بطبيعة الحال وبحكم القانون الدولي، رد العالم الذي شاهد الصور بالبث الحي والمباشر بالذهول. فقد قال رئيس ومدير عام “الاسوشيدت برس” انه “مذهول ومنزعج من أن الجيش الاسرائيلي دمر المبنى الذي ينزل فيه مندوبو “الاسوشيدت برس” ووسائل اعلامية اخرى في غزة”. ونقلت ا لادارة الامريكية رسالة الى اسرائيل جاء فيها ان “عليها ان تضمن أمن الصحافيين ووسائل الاعلام المستقلين” وطلبت منها تعليلات للعملية. وقال الامين العام للامم المتحدة انطونيو كوتاريش ان “الاصابة بلا تمييز لمنشآت اعلامية هي خرق للقانون الدولي”.

بث رد فعل الجيش الاسرائيلي في حينه برودة روح فتاكة. فقد شرح الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي بانه كان في المبنى “ممتلكات للاستخبارات العسكرية لمنظمة الارهاب حماس”، وكذا “مكاتب وسائل اعلام مدنية تستخدمها حماس كدروع بشرية”. الرسالة واضحة: بنك الاهداف لدى الجيش الاسرائيلي لا يتوقف عند الاحمر. واذا كان لاحد ما مشكلة مع حقيقة أن الجيش يسقط مكاتب اعلامية اجنبية في قلب المدينة فليتوجه لحماس التي “تقيم عن قصد ممتلكاتها العسكرية في قلب السكان المدنيين في قطاع غزة”. 

غير أنه علم أمس ان الجيش الاسرائيلي اكتشف انه توجد في المبنى اجسام اعلامية اجنبية فقط بعد أن بدأ يخلي العاملين من داخله في اطار نظام “انقر السطح”. بمعنى ان الجيش فهم ما يوشك على عمله فقط بفضل صحافيين اجانب تلقوا اخطارا لمغادرة المبنى فتوجهوا اليه. لشدة السخرية، فان المعلومات الجديدة من الميدان والتي وصلت حتى مكتب رئيس الاركان لم تؤدي الى الغاء القصف.  ومع أنه كانت محافل امنية حاولت منع الهجوم خوفا من ضرر خطير في الوعي، في قيادة الجيش وجهوا القوات لمواصلة الهجوم.  

يدور الحديث عن كشف مقلق، يدل على عمق الفشل الاخلاقي.  إذ ان حتى الان تركز النقد على القصف  على التفكر  الذي سبقه: كيف قررت اسرائيل مهاجمة هدف لحماس  في  مبنى تستخدمه ايضا وسائل اعلام اجنبية، في قلب سكان مدنيين. وحتى اللواء احتياط نيتسان الون الذي نفذ التحقيق العسكري الاسرائيلي في مجال التأثير على الوعي،  شبهه بعملية مضادة للوعي ” و “هدف ذاتي”. غير أنه يتبين الان بان الحديث يدور على الاطلاق عن اهمال في  سياسة فتح النار.  

في حماسته لتحقيق “صورة نصر” يبتعد الجيش الاسرائيلي عن النصر. فضرب الاعلام  هو خرق لـ “لرموز اخلاقية دولية” يقوض القيم والمؤسسات التي تعرف هوية اسرائيل كديمقراطية. صورة تفجير المبنى هي صورة هزيمة

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى