ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير –  زعيمة وصديقة حقيقية 

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 24/9/2021

الرحلة الاخيرة خارج ألمانيا كمستشارة خططتها انجيلا  ميركيل لان تكون الى اسرائيل. كان في ذلك مؤشرا واضحا على الالتزام المطلق من جانب زعيمة المانيا تجاه دولة اسرائيل. وقد الغيت الزيارة في اللحظة الاخيرة بسبب انهيار حكومة أفغانستان والحاجة العاجلة لانقاذ اللاجئين من هناك. وفي هذا ايضا رأت ميركيل  واجبا تاريخيا لالمانيا. في  يوم الاحد ستجرى انتخابات للبرلمان في المانيا. لاول مرة بعد 19 سنة لن تقود ميركيل الحزب المسيحي – الديمقراطي. وهكذا تنهي فترة ولاية استثنائية بدأت في 2005.

ميركيل، المستشارة الاولى التي ولدت بعد الحرب العالمية الثانية والوحيدة التي نشأت، حتى سقوط سور برلين وتوحيد المانيا، الشرق الشيوعي، كانت واعية جدا للارث المعقد لدولتها. في خطاب في الكنيست في 2008 قالت ميركيل ان “الكارثة تملأنا نحن الالمان بالخجل. اطأطىء رأسي امام الضحايا. لا يوجد شيء  يشبه الازمة الانسانية التي خلقتها الكارثة. وفقط اذا ما اعترفت المانيا بمسؤوليتها الدائمة عن الكارثة ستتمكن من بناء مستقبلها بشكل انساني. وبالفعل، اثبتت ميركيل بانها تعلمت الدرس التاريخي، عندما اعلنت في 2015 “نحن يمكننا ان نفعل هذا” ورغم الانتقادات الكثيرة، استوعبت في المانيا مليون لاجيء من الحرب الاهلية في سوريا. 

على مدى سنواتها في المنصب أوفت ميركيل بكلمتها. ليس فقط في العلاقة الامنية بين اسرائيل والمانيا، والتي وجدت تعبيرها في بيع عتاد عسكري وفي مناورات مشتركة للجيشين بل وايضا بالتعاون المدني ومساهمة المانيا الهامة في تعزيز الديمقراطية والمجتمع المدني في اسرائيل. وثقت ميركيل التنسيق الدبلوماسي بل وأسست لجلسات حكومية سنوية مشتركة للحكومتين. الى جانب ذلك لم تتردد ايضا في نقد شجاع في محادثاتها الشخصية مع زعماء اسرائيل ولا سيما في تلك التي اجرتها مع بنيامين نتنياهو والتي ارتفعت فيها النبرات غير مرة، عندما شعرت بان سياسة اسرائيل تقوض قيمها الديمقراطية وحل الدولتين. 

في سنوات الفوضى الشعبوية لادارة ترامب في امريكا كانت المرسى الذي حافظ على الاستقرار في اوروبا وفي العالم الديمقراطي. لقد حظيت المانيا بزعيمة استثنائية.وحظيت اسرائيل بصديقة حقيقية، وهي ستنقصنا جدا في المستقبل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى