ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – رقصة فاسدة

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 10/5/2021

اخترق الهدوء في القدس في الايام الاخيرة بشكل خطير. ومن شأن  الوضع أن يتدهور اليوم اكثر فأكثر بسبب  “رقصة الاعلام”، التي ستجرى بعد الظهر. الامر في  يد رئيس الوزراء، الشرطة وبلدية القدس.

في بيان نشره امس بنيامين نتنياهو قيل: “لن نسمح باي جهة متطرفة ان تخرق الهدوء في القدس”. على الورق هذا بيان مسؤول ومتوازن؛  واليوم سيتبين اذا كان نتنياهو بالفعل يقف خلف تعهده ويقصد العمل على تحقيقه.

الوضع في القدس يغلي. اقامة الحواجز في باب العامود كان خطوة سخيفة واستفزازية، مست بالسكان الذين يحيون شهر رمضان، وفي الخلفية طرد مرتقب لمئات الاشخاص من بيوتهم في حي الشيخ جراح. والى هذا ينبغي أن تضاف المحاولة البشعة من جانب الشرطة لمنع مئات الاسرائيليين المسلمين اول أمس من ممارسة حقهم في العبادة والوصول  الى الصلاة في الاقصى بمناسبة “ليلة القدر”.

رقصة الاعلام كانت دوما استعراضا فظا للقوة غليظا واستفزازيا، يقوم على اساس المس بالفلسطينيين من سكان المدينة وبممتلكاتهم واهانتهم تحت رعاية السلطات. لقد اقام الرقصة حاخامون قوميون فور حرب  الايام الستة واتسعت جدا في السنوات ما بعد ذلك. وعلى مدى السنين تميزت الرقصة بهتافات عنصرية، اناشيد عدائيةواعتداءات عنيفة على المارة الفلسطينيين والممتلكات الفلسطينية.

في اعقاب انتقاد المحكمة العليا يجتهد المنظمون في السنوات الاخيرة لمنع هذه الظواهر البشعة، ولكن  نزعة القوة والتسيد التي في مسيرة جماعية في  ظل رفع الاعلام في الحي الاسلامي في الايام الاخيرة  والمقدسة للغاية من رمضان صادمة بحد ذاتها.  مسار المسيرة، التي تخرج من غربي المدينة وتنتهي في الحائط الغربي تنقسم الى قسمين: فالنساء يسرن  عبر الحي اليهودي، والرجال عبر الحي الاسلامي. والنية مكشوفة: استفزاز السكان. وهذه السنة  من شأن الامر ان يؤدي بالوضع الى اشتعال خطير على نحو خاص.  

يعرض منظمو هذه المظاهرة الامر كاحتفال  لاحياء توحيد المدينة في يوم القدس، ولكن القدس بعيدة جدا عن ان تكون مدينة موحدة، هذه السنة اكثر من اي وقت مضى ولن تغير مسيرة عنيفة هذه الحقيقة في شيء.

بالضبط هنا يجب أن يتحقق وعد رئيس  الوزراء في عدم السماح لاي جهة متطرفة بخرق الهدوء. شيء لن يمس بفرحة راقصي  الاعلام،  اذا ما رقصوا في الحي اليهودي وامتنعوا عن الدخول الى الحي الاسلامي في المدينة. ان حكومة، بلدية وشرطة مسؤولة  ملزمة بان تمنع ذلك. ان الامر الاخير الذي تحتاجه القدس اليوم هو استفزاز قومجي آخر، مثل هذه الرقصة الفاسدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى