ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – خطة الضم في ذروتها

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 16/9/2020

في الوقت الذي  يوقع فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على اتفاقات سياسية، تزيل ظاهرا عن الطاولة خطة الضم – على الارض يجري واقع معاكس جوهريا. عمليا،  يجري كل الوقت ضم بحكم الامر الواقع تدريجي وثابت لاراضي الضفة.

أجرت لجنة الخارجية والامن في الكنيست بحثين، في تموز وفي آب، عنيا بما يسمى “السيطرة الفلسطينية على المنطقة ج”. واحتج المشاركون في البحث مدعين بان البناء الفلسطيني في 61 في المئة من الضفة الغربية يخنق المستوطنات الاسرائيلية ويخرب على فرصها لمزيد من التوسع. هذا نقيض تام للواقع.

في المفاوضات على اتفاق اوسلو قسمت الضفة الغربية الى ثلاثة تصنيفات – أ، ب و ج. ومع أن مناطق ج عرفتكمناطق تحت السيطرة المدنية والامنية لاسرائيل، كان هذا تعريفا مؤقتا يستهدف رسم انتشار تدريجي جديد للجيش الاسرائيلي في المنطقة. في هذا المجال تسكن جماعات أهلية فلسطينية متنوعة وقديمة، والاراضي فيها هي المجال واحتياطيها من الاراضي، وكذا لباقي المدن والقرى الفلسطينية في أرجاء الضفة الغربية.

لقد كان واضحا للدول الغربية، بما فيها للولايات المتحدة وللدول العربية التي أيدت الاتفاق، وكذا للفلسطينيين وللاسرائيليين بان المنطقة ج ستكون في داخل الدولة الفلسطينية التي ستقوم الى جانب اسرائيل. غير أن اسرائيل لم تخلد فقط سيطرتها المدنية والامنية في المنطقة – بل سعت بثبات أيضا، بوسائل بيروقراطية وعسكرية تهكمية، الى  تقليص عدد الفلسطينيين الذين يعيشون هناك، في الوقت الذي تمنع فيه أي تنمية وبناء ضروريين ينبعان من احتياجات السكان المحميين، كما تنكرت التزاماتها النابعة من كونها دولة احتلال.

في جلستي لجنة الخارجية والامن في  29/7 و 13/8، أعلن نواب من الليكود ومن بنيامينا ومستوطنون حلوا ضيوفا عليها علنا ما هي التتمة الطبيعية: على الفلسطينيين أن يكتفوا بالمناطق أ و ب. بمعنى أن ليس اكثر من 39 في المئة من الضفة، بقطع من الارض منقطعة الواحدة عن الاخرى. هكذا قال رجل رغافيم، مئير  دويتش؛ هكذا قال النائب نير بركات، الذي دعا ايضا الى توطين مليوني يهودي في الضفة؛ هكذا قال  ايضا النائب جدعون ساعر، على طريقته: مطالبتنا، وهي تنشأ عن الاتفاقات ايضا، هي مطالبة لكل المنطقة ج. وفي هذه المعركة على بلاد اسرائيل   بيننا وبين السلطة الفلسطينية كمن تمثل الشعب الاخر، نحن لسنا من الامم المتحدة. نحن طرف هنا”.

ليس الكورونا، ليس اتهامات نتنياهو وليس الضريبة اللفظية التي تعطى للفلسطينيين في احتفالات اتفاقات السلام – كل هذه لا يمكنها أن تخفي  هذا: “رؤيا” الجيوب الفلسطينية هي واقع كابوسي يتجسد امام ناظرينا. ليس لها اي صلة بحل الدولتين، الذي يفترض أن يذكر بالاتفاق مع الامارات. هذا تحقيق لرؤيا المستوطنين، والتي في نهايتها التحول الرسمي لاسرائيل الى دولة أبرتهايد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى