ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير- حكومة طواريء

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير– 4/6/2021

بعد أربع حملات انتخابية مشحونة بالتشهيرات، التحريضات، تشويه القانون والمس بحقوق المواطن، تشكلت حكومة.  قطبها لا تزال غليظة، ومن شأنها أن تقطع في كل لحظة. فالخلافات الجوهرية بين اعضائها تهدد بالتفجر، فارون محتملون من شأنهم ان يمنعوا تنصيبها، وحتى لو نصبت ستكمن لها تحديات قاسية على الحمل كل واحدة منها هو عبوة ناسفة يمكن أن تسحقها.

هذه ليست حكومة الاحلام لمواطني اسرائيل، لا لليمين ولا ليسار. ولكن هذه حكومة تمثل تطلعا جماهيريا واسعا لاسقاط الحكم السيء والفاسد لبنيامين نتنياهو. هذه رسالة وطنية تفوق في اهميتها كل ايديولوجيا ورؤيا، لان دولة اسرائيل وصلت في عهد نتنياهو الى شفا فقدان القدرة على تغيير الحكم، وكادت تنضم الى انظمة الطغيان التي تختبيء في ازياء الديمقراطية.

ان الحركات السياسية وزعماءها ممن ارتبطوا معا وتعالوا فوق الاعتبارات الشخصية، جديرون بكل ثناء لرؤيتهم الخطر وقرارهم الوقوف في وجهه. هذه حكومة طوارىء وطنية، اذا ما نجحت فانها ستتمكن من ان تعيد السياسة الاسرائيلية والخطاب الجماهيري الى سواء العقل. هي لن تلغي او تخفي الفوارق الايديولوجية، ولكنها ستسمح بوجودها في اطار مجال اكثر نقاء يمكن فيه ان يعمل خصوم سياسيون لن يعرفوا كاعداء او خونة. هذه الحكومة بمجرد قيامها حطمت اسوار فصل سامة دحرت العرب خارج السور السياسي في اسرائيل، ومنعت الاتصال فما بالك الشراكة بين اليسار واليمين. هذه الاساسات المفهومة من تلقاء ذاتها في كل دولة ديمقراطية متنورة، تحولت تحت حكم نتنياهو الى مادة اشتعال أكلت المجتمع الاسرائيلي لدرجة أنه كف عن ان يعرف ويؤمن بواقع آخر.

اعضاء الحكومة الجديدة وقادتها لم يخونوا ناخبيهم ولم يبيعوا قيمهم. بل وسعوا اليراع والساحة التي يمكن فيها لهذه القيم أن تعرض وتؤثر. وعلى هذا فهم جديرون بكل الدعم والاسناد الجماهيريين. حيوي لهذه الحكومة أن تنجح، اذ لا بديل لها. هذه هي المسؤولية الجسيمة الملقاة الان على كل واحد من اعضائها وعليهم جميعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى