ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – حرب في محطات الوقود

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 1/11/2021

الانجاز الاكبر للمعركة الاسرائيلية ضد البرنامج النووي  الايراني سجل عندما نجحت اسرائيل في اقناع الاسرة الدولية بان التهديد الايراني ليس حالة خاصة لدولة اسرائيل، بل موجه للعالم بأسره. وقد سجل هذا الانجاز عن حق في صالح رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، الذي بصفته رئيس الوزراء نجح في دمج القناتين، الاسرائيلية والدولية في مسار واحد متفق عليه. مسار انضمت اليه ليس فقط دول الغرب بل وايضا دول عربية رائدة كالسعودية ودولة اتحاد الامارات.

أنتج التجند الاتفاق النووي الذي وقع في 2015 وحدد وقيد مجال التطور النووي لايران مقابل رفع العقوبات عنها. لكن اسرائيل، التي تحفظت على الاتفاق ورأت فيه استسلاما من الغرب لايران، بدأت توجه مدافعها ضده وضد الادارة الامريكية لبراك اوباما التي حركته ووقعت عليه. 

بعد ثلاث سنوات من ذلك، في 2018، اجترفت اسرائيل، مرة اخرى بفضل نتنياهو (انجاز) هائل آخر. فقد انسحب رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب من الاتفاق وشدد جدا العقوبات على ايران، ولكن السهم المرتد دار وتحطم على وجه اسرائيل. ايران عادت لتخصيب اليورانيوم بكميات كبيرة، لانتاج مواد ضرورية لبناء قنبلة وهي اليوم تهديد خطير واقرب بكثير مما كانت عشية التوقيع على الاتفاق. 

بالتوازي، بمبادرة نتنياهو، اصبحت ايران قنبلة سياسية في اسرائيل. اعمال استعراضية، مثل كشف الاقراص التي تتضمن معلومات عن برامج نووية سابقة وتصفية علماء، اضيفت كشارات ثمن فاخرة لحزام نتنياهو. على المستوى الدولي تبدد انجاز التضامن مع اسرائيل، حين تحول في حملة  منسقة لاعادة الاتفاق النووي الى سابق عهده بقيادة الرئيس الامريكي جو بايدن. 

والان، يبدو ان نفتالي بينيت هو الاخر أسر في سحر الاعمال التكتيكية ضد ايران بل وحدد هدفا طموحا اكثر بكثير من سلفه.  فالضربة لمحطات الوقود في ايران  شرحتها محافل الامن كوسيلة لاحداث احتجاج جماهيري في ايران يصبح عصيانا مدنيا في نهايته ينهار النظام. بالفعل، مسيحانيو الاخرة لم يهجروا ابدا عقيدتهم. غير ان مواطني ايران لا يحتاجون الى حقنة تحفيز اسرائيلية كي يملوا نظامهم. ينبغي الافتراض بانه مثلما لم ينهض مواطنو اسرائيل ضد حكومتهم بسبب هجمن سايبر على موقع “اترف” هكذا ايضا لن يسارعه الايرانيون للخروج الى الشوارع. 

ان التهديد الايراني جدي وخطير من أن يبقى في ايدي لاعبين وقراصنة. الاتفاق النووي هو في هذه اللحظة الخيار الواقعي الوحيد لكبح البرنامج النووي الايراني. كل جهد لاحباطه هو تخريب بامن اسرائيل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى