ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير  – حتى المئة وعشرين

هآرتس – بقلم أسرة التحرير  – 13/7/2021

تعيش منظمة الكيرن كييمت الصندوق القومي لاسرائيل هزة في  السنوات الاخيرة، وذلك ضمن امور اخرى على خلفية صفقات عديدة عقدت في الضفة الغربية في 2018 – 2019 من خلف ظهر مجلس ادارة المنظمة. وكانت كشفت تفاصيل  الصفقات هاجر شيزاف في “هآرتس” أمس وذلك بعد ان سبق  ان نشر  عن وجودها الصحافي رفيف  دروكر، في اعقاب نشره جمدت.  

يكشف التحقيق الصحفي تفاصيل الصفقات التي عقدتها في المناطق الشركة الفرعية عن الصندوق القومي “هيمنوتا”: أرض اشتريت بناء على طلب وزارة الدفاع، فياعقاب التماس رفعه فلسطينيون منع حق الوصول اليها عنهم في الوقت الذي نال المستوطنون حق فلاحتها؛ شراء “بيت بكري” في الخليل قبل لحظة من اصدار قرار محكمة يطالب باخلاء المستوطنين الذين غزوه، وتسليمهم اياه؛ شراء ارض في منطقة رام الله توجد في شأنها  دعوى تزوير، وفي اعقاب بيعها اعتقلت السلطة الفلسطينية البائع. 

هذه هي صفقات اشكالية، سواء بسبب الملابسات التي جرت فيها أم بسبب الوثائق العليلة وعلامات الاستفهام التي تنشأ عنها في التقارير  التي استدعتها المنظمة نفسها. ولكن اساسا لانه حتى اليوم لم يقم اي بحث شفاف في شأنها. معظم المشاركين فيها من مدراء وعاملين في الصندوق القومي، بقوا في مناصبهم، ومع انه  صدر تقريران اشير فيهما الى مشاكل حقيقية في هذه الصفقات يبدو انهم لم يعطوا الحساب على ذلك. 

اكثر من اي شيء آخر يبدو ان الصندوق القومي لاسرائيل اصبح الصندوق القومي للمستوطنات، والصندوق الازرق سكب مالا معدا لـ “القدس وبلدات المحيط” على صفقات اعدت لخدمة المستوطنين في الحاضر والمستقبل.  ان عمل المنظمة في خدمة المستوطنات  والمشاكل البنيوية التي فيها، تستوجب السؤال اذا كان ثمة اي مبرر لمواصلة وجودها.  في نهاية المطاف، يدور الحديث عن جسم  يسمح لاسرائيل بان تقيم سياسة اراضي تمييزية مثابة فعل خارج النطاق الاقليمي. فمثلا، بعد قيام الدولة سلم مليون دونم للصندوق القومي من اراضي اللاجئين الفلسطينيين وذلك ضمن امور اخرى للتملص من التداعيات المحتملة للبحث الدولي في اعقاب مصادرة مكثفة من الدولة للاراضي. 

لا مجال لـ “خلاص الاراضي” في دولة ديمقراطية. لا مجال لمنظمة تعمل بلا شفافية لا تخضع لقانون حرية المعلومات ولا تكون موضع رقابة. من الصعب أن نفهم كيف يحصل انه حتى اليوم يوجد في مجلس ادارة المنظمة – الذي تحول الى آلة وظائف للمتفرغين السياسيين – احزاب ترى نفسها احزاب اليسار، مثل ميرتس او حزب  العمل. 

يحيي الصندوق القومي هذه السنة مئة وعشرين سنة على تأسيسه. مؤسسة اقيمت لتحقق حلما بعيدا، تحولت مع السنين الى آلة تخدم اليهود فقط في دولة راشدة وقوية تعرف نفسها ديمقراطية. حان الوقت لاغلاق او تأميم الصندوق القومي والاراضي التي يحوزها. لم يعد مكان لمنظمة هدفها تهويد الاراضي او شراء الاراضي لليهود فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى