ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – تعليم سيء

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 4/5/2020

كلفت الحكومة رجال التربية والتعليم باستئناف التعليم وفقا لمخطط يتعين عليهم أن يستخلصوه من جملة مداولات متناقضة، تسريبات، قرارات وتعليمات، نقلت حتى صباح أمس، بعد أن كانت المدارس قد فتحت. يتبين بان نحو ربع التلاميذ في الصفوف من الاول حتى الثالث والحادي عشر والثاني عشر فقط عادوا الى المدارس الابتدائية والثانوية. هذه المعطيات هي مثابة اعراب عدم ثقة مدوٍ بتعليمات الحكومة من جانب السلطات المحلية، المعلمين والاهالي على حد سواء. بعد نحو شهرين من التعطيل في اطار الجهود لمكافحة الكورونا، فان الفوضى في سلوك جهاز التعليم في الايام الاخيرة يوضح فشل وزير التعليم رافي بيرتس ومدير عام وزارته شموئيل أبواب في ادارة العودة الجزئية الى التعليم.

ان الفصل بين أصحاب القرار على المستوى الحكومي وبين من يفترض أن ينفذوا القرارات في المدارس ليس جديدا، ولكنه في ازمة الكورونا انكشف للجمهور. في عملية اتخاذ القرارات نفسها انكشفت استعدادات متأخرة، تخطيط ارتجالي، قرارات اللحظة الاخيرة والاستسلام لمجموعات الضغط. هكذا مثلا كان القبول لطلب رئيس شاس آريه درعي اعادة تلاميذ أكبر سنا بدلا من تلاميذ الصفوف الدنيا الى التعليم. اما ثمن هذا الوضع فيدفعه ملايين الاهالي والتلاميذ.

هاكم جزء من الاخفاقات التي ظهرت في الايام الاخيرة. فمخطط العودة الى التعليم – الذي اقر في  الحكومة يوم الاثنين الماضي، وتناول الاطفال والصفوف من الاول حتى الثالث – كان جزئيا؛ تقرير هيئة الامن القومي، الذي اعد قبيل المداولات يوم الجمعة، قضى بان جهاز التعليم ليس جاهزا لفتح المؤسسات: لم تتبلور أنظمة للعودة الى التعليم، معظم الاطر لم تخضع للتنظيف والتعقيم، لم تشترى معدات النظافة العامة لطاقم التعليم وللاولاد، لا يمكن تقسيم  الصفوف الى مجموعات من التلاميذ، ومنظومة التسفير “لا تستوفي متطلبات الواقع اللازمة”. مشاكل كثيرة بقيت بلا حل، بما فيها مشاكل المعلمات اللواتي هن امهات لاطفال في الحضانات والروضات. واضح أن الواقع في المدارس لا يعني الحكومة. هكذا تقرر أن يعاد الى التعليم تلاميذ الصفين الحادي عشر والثاني عشر قبل بضع ساعات من دخول السبت مما لم يسمح بالاستعداد لذلك. وكانت النتيجة هي قرار يطرح أسئلة اكثر مما يطرح أجوبة. بدلا من ابداء المسؤولية فضلت وزارة التعليم دحرجتها الى الامام، الى السلطات المحلية، طواقم التعليم فيالمدارس والاهالي. وهؤلاء مطالبون عمليا بان يقرروا بانفسهم اذا كانوا سيعودون الى الحياة الطبيعية. قسم من تعليمات الوزارة وصلت الى المدارس في منتهى السبت، ووزعت صباح امس.

ان قصورات العودة الى التعليم توضح بان رؤساء وزارة التعليم يندفعون بقوة القصور الذاتي، بلا تخطيط مركزي وبلا راشد مسؤول. ان الجمهور في اسرائيل يستحق جهاز تعليم أفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى