ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – تطهيرات في القمة

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 1/9/2020

يعزز رد فعل وزير المالية اسرائيل كاتس على استقالة المسؤول عن الميزانيات في وزارة المالية الفهم بان شاؤول مريدور لم يستقيل على خلفية خلافات رأي مهنية – اقتصادية، بل سقط في المعركة التي يديرها بنيامين نتنياهو بواسطة جنوده الشريرين في الوزارات الحكومية، ضد الموظفية العامة وحماة الحمى.

في مقابلة منحها أمس لشبكة “كان ب” تبين كاتس كتلميذ متميز في مدرسة الشقاق والتحريض لنتنياهو. فقد هاجم وزير المالية مريدور واتهمه بالارتباط بالمعارضة انطلاقا من الرغبة لاسقاط نتنياهو. “لقد عاد الى الجذور العائلية للعداء والكراهية تجاه نتنياهو، تجاه الليكود… الاعلام السود”، هكذا افترى عليه وهو يلمح بأبيه، الوزير السابق ورجل الليكود دان مريدور. بل اتهمه بـ “التآمر الدائم مع جهات سياسية مختلفة”.

وبالتالي فقد كان مريدور احد الاهداف في بنك اهداف نتنياهو، الى جانب كل موظف يؤمن بان ولاءه يجب أن يكون للدولة، للجمهور ولعمله المهني، وليس لنتنياهو ولضمان بقائه السياسي. خط مباشر يربط بين استقالة مريدور واعتزال المحاسب العام روني حزقياهو والهجمة الشخصية على المديرة العامة للمالية كيرن تيرنر ايال (الموظفة المخلصة التي جلبها كاتس من وزارة المواصلات) وعلى المستشار القانوني لوزارة المالية آسي مسينغ

ان هجمة نتنياهو، بواسطة كاتس، على رجال المالية، والتي كان مريدور آخر ضحية لها، هي جزء من معركة شاملة ضد كل من يعد كمهدد لاستمرار حكم المتهم بالجنائي: المفتش العام السابق للشرطةروني ألشيخ، النائب العام للدولة السابق شاي نيتسان، المستشار القانوني للحكومة أفيحاي  مندلبليت، المدعية العامة ليئات بن آري. وتطلق عملية استهداف مريدور رسالة واضحة لكل الموظفين في القطاع العام: هكذا سيحصل لمن يتجرأ على ابداء الاستقلالية ويؤدي مهامه بدلا من ان يخدم المصالح الشخصية لرئيس الوزراء.

بخلاف نتنياهو ومنفذي نزواته في الوزارات الحكومية، فان الموظفية المهنية امينة على مصلحة الجمهور. وعليه فان الضرر القاسي الذي لحق بمريدور وبزملائه في الوزارات الاخرى هو ضرر يلحق بمصالح الجمهور – برفاهيته ومستقبله. الجمهور هو الضحية في حرب نتنياهو وجنوده ضد الموظفية العامة.

ينبغي بالتالي ان يقرأ كتاب استقالة مريدور لوزير المالية ككتاب للجمهور: اسرائيل اليوم هي دولة “اتخاذ القرارات فيها يتأثر بمصالح ضيقة، غير موضوعية، قصيرة المدى، الى جانب اسكات المستوى المهني”؛ دولة تتحطم فيها “كل المبادىء، الاطر والقيود”، وتداس فيها “القيم، القواعد والمعايير للخدمة العامة التي تعمل من أجل عموم الجمهور”. ان السبيل الوحيد لوقف الانهيار هو التحرر من عناق  نتنياهو الخانق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى