ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – تطعيمات للشعبين

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 16/12/2020

في بداية الاسبوع تباهى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أنه “يواصل العمل على مدار الساعة كي يجلب ملايين التطعيمات”. وبالفعل، في الايام القريبة القادمة ستبدأ حملة تطعيم السكان في اسرائيل ضد فيروس الكورونا. حجم السكان، وجود بنية تحتية لوجستية مناسبة للتخزين والنقل للتطعيمات في ظروف درجة الحرارة المنخفضة اللازمة، الى جانب منظومة صناديق مرضى ناجعة، تمنح اسرائيل شروط بدء جيدةلحملة تطعيم قطرية واسعة وسريعة مقارنة بدول اخرى. فما بالك مقارنة بغير الدول الاخرى مثل الضفة الغربية وغزة. 

في الوقت الذي يجرى فيه في اسرائيل بحث مع وضد التطعيمات، في الضفة وفي غزة ليس واضحا بعد من أين ستأتي التطعيمات، متى ومن سيمولها. “نحن في حالة من عدم الوضوح، وليس واضحا متى ستأتي التطعيمات بكميات يمكنها ان تعطي جوابا لمعظم السكان”، قال مسؤول كبير في وزارة الصحة في رام الله. وفي الاسابيع القريبة القادمة ستصل الى الضفة ارسالية اولى وفيها 150 الف حقنة من اللقاح الروسي من اصل أربع ملايين حقنة تطعيم تنتظر السلطة تلقيها. ليس واضحا بعد أي شركات اخرى ستورد للسلطة التطعيمات او اذا كانت اسرائيل هي التي ستفعل ذلك. وحتى لو نضجت المفاوضات مع فايزر، فان حجم التوريد منها سيكون محدودا إذ ان ليس للسلطة قدرة على ان تخزن في شروط مناسبة كميات كبيرة من التطعيمات.

واذا كان يسود في الضفة انعدام الوضوح ففي غزة  ظلام دامس. لقد فقدوا هناك السيطرة على تفشي الوباء، وهم لا يعرفون متى ستصل التطعيمات الى القطاع وبأي كمية. صحيح أنه حسب مسؤولين كبار في الحكومة الفلسطينية، يفترض بالتطعيمات ان تكفي ايضا سكان قطاع غزة ولكن مندوبي منظمات دولية يعملون في القطاع قالوا انهم ليسوا واثقين من ذلك. 

على هذه الخلفية توجهت منظمة اطباء لحقوق الانسان الى المدير العام لوزارة الصحة البروفيسور حزاي ليفي ومنسق اعمال الحكومة في المناطق كمين ابو الركن بطلب أن تزود اسرائيل التطعيمات للفلسطينيين في المناطق وفي غزة ايضا. وعللت المنظمة طلبها في أن الفلسطينيين يوجدون تحت سيطرة واحتلال اسرائيليين بحيث أن ليس لهم امكانية الشراء المستقل للتطعيمات الا عبر السلطات في  اسرائيل، وفي أنه مشكوك ان يكون بوسع السلطة الفلسطينية ان تمول بنفسها شراء التطعيمات أو توزيعها. 

هذا طلب عادل. اسرائيل تتحمل المسؤولية القانونية، الاخلاقية والانسانية لتطعيم السكان  الفلسطينيين الذين يعيشون في ضائقة تحت سيطرتها ويعيشون متعلقين بحياة العديد من الاسرائيليين. 

فضلا عن ذلك، يدور الحديث عن فئتين سكانيتين تعيشان في احتكاك عال بحيث لا يمكن حقا القضاء على الوباء في اسرائيل السيادية طالما كان يعربد في مناطق اخرى تحت مسؤوليتها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى