ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – بينيت يحرج ،  اليسار يصمت

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 1/9/2021

اللقاء العلني لوزير الدفاع بيني غانتس والرئيس  الفلسطيني محمود عباس في رام الله هذا الاسبوع كان اختراقا ايجابيا وهاما بعد عقد من الجمود السياسي. ومع ان الرجلين حرصا على التشديد على أن هذا كان لقاء شبه فني، عني بجوانب امنية واقتصادية فقط ولكن مجرد الانعقاد العلني للقاء كان رسالة ايجابية مقارنة بالسياسة الخطيرة لتعزيز حماس على حساب السلطة الفلسطينية، تلك السياسة التي خلفها بنيامين نتنياهو. 

وحسب غانتس، بحث الرجلان في توثيق التنسيق الامني، واتفقا على سلسلة خطوات تخفف من الضائقة الاقتصادية في السلطة. وحسب تحذيرات مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط أول أمس فان السلطة توشك على الانهيار الاقتصادي، ضمن امور اخرى بسبب القرارات الاسرائيلية للاقتطاع من أموال الضرائب الفلسطينية.  وكجزء من التفاهمات التي علم بها، اتفقا على قرض بمبلغ نصف مليار شيكل تمنحه اسرائيل للسلطة. 

في هذا السياق تجدر الاشارة الى أنه بعد نشوب جائحة الكورونا وعدت اسرائيل بان تحول الى السلطة منحة مساعدة مشابهة بنحو 800 مليون شيكل ولم تفعل ذلك. هذا هو ثمن الشعبوية: بيد واحدة تقتطع اسرائيل اموال الضرائب الفلسطينية بسبب الضغط الجماهيري ضد الدفعات للسجناء، وفي يدها الثانية تضطر لان تحول المنح والقروض كي تمنع انهيار السلطة.

ولكن توجد ايضا امور لم تتغير مع صعود حكومة التغيير: رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، سارع الى التنكر للقاء  خشية ردود الفعل في اليمين. وافاد مصدر في محيطه المراسلينبان “لا توجد اي مسيرة سياسية مع الفلسطينيين بل ولن تكون”. ولاحقا اضيفت الى ذلك تسريبات تفيد بان “مقربيه” يهاجمون  غانتس ويتهمونه بليس اقل من “المس باستقرار الحكومة”. وذلك رغم ان اللقاء كان منسقا مسبقا بين كل المحافل، بما في ذلك حسب رواية بينيت.

ان رد فعل بينيت على اللقاء محرج، وكذا ايضا صمت الجناح اليساري في حكومته حيال التصريحات الصبيانية التي تستبعد مسبقا كل امكانية لاستئناف الحوار مع الفلسطينيين. اقواله هذه تنضم الى اقوال قالها في مقابلة مع “نيويورك تايمز” قبل زيارته الى واشنطن، وبموجبها فان حكومته لن تجري مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين، وستواصل سياسة توسيع المستوطنات في الضفة. وعلل بينيت نهجه بالتنوع السياسي المعقد في ائتلافه. فقد قال “ما افعله هو من اجل الطريق الوسط”. عمليا، الجمود السياسي وتوسيع المستوطنات ليس “الطريق الوسط”. المعنى هو استسلام الجناح اليساري في الحكومة للجانب اليميني، الذي ليس الاغلبية فيها. لقد حان الوقت لان يستوعب الوسط – اليسار بان نتنياهو قد استبدل، وانه لا يجب تقديس كل حل وسط لاجل منع عودته النظرية. وبالتأكيد اذا كان الثمن هو الدعم الصريح للمعارضة للمسيرة السلمية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى