ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – اوقفوا الجنون

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 1/6/2021

ينبغي الامل في  أن ينجح رئيس  يمينا، نفتالي بينيت، في أن يشكل حكومة مع رئيس يوجد مستقبل يئير لبيد فيضع حدا لـ 12 سنة حكم بنيامين نتنياهو.  وفي خطابه مساء أول أمس، ردا على تصريح نوايا بينيت “لوقف الجنون”،  قدم نتنياهو تذكيرا اضافيا لذاك “الجنون”، مثلما ايضا لالحاحية المهمة.

كعادته في سنوات حكمه الهدامة، عاد نتنياهو مرة اخرى فجعل “اليسار” كلمة مرادفة لـ “خطر على امن اسرائيل ومستقبل الدولة”، مرة اخرى مس بالمواطنين العرب (“حكومة متعلقة باصوات مناهضي الصهيونية”) ومرة اخرى شوه مفاهيم مثل “حكومة اشفاء” (“مليونا ناخب هما مرض؟ يا لها من كراهية، يا له من تعالٍ”).

اذا ما نجحت حكومة بينيت ولبيد في أن تقوم، فهي لن تكون حكومة يمين ولا حكومة يسار، ولكنها ستكون حكومة مسؤولة عن الادارة الجارية لشؤون الدولة في صالح الجمهور. وذلك بخلاف مجموعة الاشخاص الذي عينهم المتهم بالجنائي وفقا لعدم ملاءمتهم للمنصب، على أن يأتمروا بإمرته ويظهروا الولاء المطلق.

تشكيلة “حكومة التغيير” المنتظرة هي الدليل الافضل على حالة اسرائيل الميؤوس منها تحت نتنياهو. فقط شخص جعل نفسه مكروها بهذا الشكل العميق والجذري قادر على أن يربط بين اناس من كل اطراف الطيف السياسي الذين في الايام العادية سيصعب عليهم أن يجدوا قاسما مشتركا بينهم. فقط من تآكلت مصداقيته حتى الحضيض كان قادرا على أن يدفع خصومه لان يضعوا الخلافات جانبا وان يتعالوا على التوترات القاسية، الحزبية، الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية وان يعملوا معا. فقط الفهم المشترك بان نتنياهو يدمر اساسات الحياة المشتركة في اسرائيل  نجح في ان يربط بين رجل وسط مثل لبيد وسكرتير عام مجلس “يشع” سابقا (بينيت)؛  بين رجل اليمين الجابوتنسكي مثل  جدعون ساعر ومواصلة درب رجال العمل (ميرافميخائيلي) ورئيس ميرتس (نيتسانهوروفيتس) وبين رئيس اركان اسبق (بيني غانتس) ورئيس القائمة المشتركة، ايمن عودة، ورئيس الموحدة، منصور عباس.

كما أن حقيقة أن من يمسك في يده التكليف لتشكيل الحكومة ويقف على رأس حزب مع 17 مقعدا مستعد لان يضع رئاسة الوزراء في السنتين الاوليين في يد رئيس حزب حظي بسبع مقاعد، تدل على شدة الرغبة لاحداث التغيير الفكري. فالخطوة المركبة والمعقدة لتشكيل الائتلاف دارت كلها تحت فرضية واحدة: توجد حاجة عاجلة لاستبدال شخص خطير يلحق ضررا عظيما بالدولة.

صحيح أنه حتى لو نجحت حكومة جديدة في الولادة، ليس واضحا كم ستدوم حياتها. من غير المستبعد أنه بدون “النسغ” الذي يوحد بين اجزائها سيصعب عليها البقاء. ولكن أمر الساعة هو استبدال نتنياهو الان. ينبغي الامل في أن ينجح رجلا الساعة، لبيد وبينيت في ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى