هآرتس – بقلم أسرة التحرير – الوحدة تحت نتنياهو – استسلام

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 20/3/2020
التقارير المقلقة عن أن رئيس أزرق ابيض بيني غانتس يميل لان يوافق على تشكيل حكومة وحدة بينما يتولى بنيامين نتنياهو الاول كرئيس وزراء في التناوب – حتى بثمن تفكيك أزرق أبيض – تلمح باستسلام مطلق لغانتس وخطوة انتحار للبديل السلطوي الذي قام لنتنياهو.
مع أن حزب أزرق أبيض أعلن بان “الاتصالات مع فريق الليكود للمفاوضات توقفت” وان “بخلاف ما نشر لا توجد اي اتفاقات”، الا ان رئيسه بيني غانتس لم ينفِ ما ينسب له وبدا عمليا كمن يعنى بتهيئة الطريق لحكومة وحدة تحت المتهم بالجنائي.
ان الخطاب الذي يستخدمه غانتس كي يبرر خطوة الاستسلام الانهزامية هو حالة الطوارىء في اعقاب انتشار وباء الكورونا. محظور قبول هذا. فالدخول الى حكومة وحدة تحت نتنياهو سيشكل خرقا لوعد انتخابي فاضح لازرق أبيض كقائمة، ولغانتس شخصيا بصفته من ترأسه. لا يدور الحديث فقط عن خرق لوعد بل عمليا تقويض لسبب وجود ووجود القائمة منذ البداية.
“كله الا بيبي” ليس فقط الوعد الانتخابي المركزي لازرق ابيض، هو عمليا الوعد الانتخابي الوحيد له إذ ان كل ما يتبقى من المسائل الايديولوجية – في الجانب السياسي، الاجتماعي، الاقتصادي، الامني– خصيت، طمست، تشوشت وبالاساس اسكتت بإسم ذاك الهدف الاسمى: تحرير اسرائيل من خناق المتهم في بلفور ووضع حد لحكمه الفاسد والمفسد. اضافة الى كل ذلك تعد هذه سخافة سياسية من الدرجة الاولى، إذ انه آجلا أم عاجلا سيكتشف غانتس وغابي اشكنازي ما تعلمه رفيقاهما في “القمرة” يعلون ولبيد على جسديهما: أن نتنياهو هو بالضبط ما قيل عنه – كذاب، عديم المصداقية وخطير على اسرائيل، بالضبط مثلما اجادت قيادة أزرق أبيض في شرح جولة الانتخابات بعد جولة الانتخابات. غير أنه في حينه، حين سيرغبان في ان يكونا بديلا مرة اخرى، احد من جمهور مصوتيهما لن يعطي لهما صوته.
محظور على غانتس الارتباط بنتنياهو. محظور عليه أن يرتبط بمتهم بالجنائي. محظور عليه أن يرتبط بمن أنزل الديمقراطية الاسرائيلية على ركبتيها. لا تفويض له بعمل ذلك.