ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – الضرر العرضي يتحدث

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 15/12/2019

ماذا يقصد رئيس الاركان أفيف كوخافي حين يقول “ضرر عرضي للحد الادنى”؟ جواب جزئي على هذا السؤال يمكن ان نجده في شهادات أبناء عائلة السواركة من غزة، التي قتل تسعة من ابنائها بالخطأ في اثناء جولة التصعيد الاخيرة في غزة، في تشرين الثاني.

“وجدت سالم ولمى قرب امي، التي قالت صلاة الشهادة وصمتت. حاولت ايقاظها، قلت لها: “قومي يا أمي، قومي”، ولكنها لم تسمعني. فهمت انها ميتة”. هذه شهادة نور ابنة الـ 11، التي تحدثت الاسبوع الماضي مع باحثة “بتسيلم” في غزة.

فقدت نور ابويها واخويها، عمها، عمتها وثلاثة ابنائهما. جدة نور، سلمية ابنة الـ 76 التي فقدت ابنيها واثنين من احفادها في القصف، تذكرت تقول “شعرت اني افقد الوعي. لم أعرف ما يحصل حولي. بدأت ادق على ابواب الجيران واصرخ: “اولادي راحوا””.

تسعة اشخاص من ابناء ذات العائلة – منهم خمسة اطفال – قتلوا دون ذنب اقترفوه، لانهم في الجيش الاسرائيلي لم يتكبدوا عناء فحص “بنك الاهداف” القديمة، قبل أن يصدر الامر بقصف منزل عائلة السواركة، ولا حتى في اثناء السنة التي سبقته.

تحقيق “هآرتس” الذي كشف النقاب عن هذه الحقيقة المزعجة، جلب أيضا شهادة مسؤول امني  شرح بان معظم شبكات الارهاب تقصف بطريقة “اطلق وانسى” حين لا يرى الطيار على الاطلاق الهدف.

اما رئيس الاركان كوخافي بالذات فلم يتأثر بالمصيبة. في وثيقة اجمالٍ للحملة، كتبت في شعبة العمليات بناء على طلبه، تحت عنوان “هل انتهت الجولة القتالية الاخيرة بنجاح في نظر الجيش الاسرائيلي؟” – جاء جواب واضح: “بالتأكيد”. النجاح، كما كتب في الوثيقة نبع من “حقيقة أن غارات سلاح الجو نفذت بشكل جراحي شديد ودقيق، في ظل ضرر عرضي بالحد الادنى”. طالما واصلوا في الجيش الاسرائيلي النظر الى مثل هذه المآسي كـ “ضرر عرضي بالحد الادنى” فلن يكون ممكنا اجراء الاصلاح اللازم، لمنع تكرارها.

ان جيشا لا يمنعه موت مواطنين غير مشاركين بينهم اطفال ونساء، في بيوتهم، من تتويج الحملة التي قتلتهم كنجاح – هو جيش تشوش لديه بشكل جوهري التمييز بين الجنود والمدنيين حين يدور الحديث عن الفلسطينيين. ما الغرو إذن في أن الجيش الاسرائيلي “يطلق وينسى”، دون أن يفحص اذا كان يوجد مواطنون في المباني المحددة كاهداف؟

وعليه، فلا يكفي الفحص الذاتي، بل ثمة حاجة الى تغيير متطرف في الموقف من الفلسطينيين. مثل هذا التغيير ليس موضوعا خاصا بالجيش، بل يجب ان تتصدره قيادة سياسية مختلفة جوهريا عن تلك التي تصدرت اسرائيل في العقد الاخير ورأت بالفلسطينيين “حيوانات فريسة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى