ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – الصمود حتى منتصف الليل

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 11/12/2019

اذا لم يتوفر حتى منتصف الليل هذا اليوم مرشح لرئاسة الوزراء يحظى بتأييد 61 نائبا، فستحل الكنيست الـ 22 وستدخل اسرائيل في جولة انتخابات ثالثة في غضون اقل من سنة. ينبغي لنا ان نعود فنقول ما هو مسلم به: الطريق المسدود الذي علقت فيه الساحة السياسية ليس مثابة لغز غير معروف السبب. فرغم الاكاذيب التي يطعم بها رئيس الوزراء الجمهور، فليس أزرق أبيض ولا افيغدور ليبرمان هما السبب الذي لا توجد نتيجة له حكومة. من يجر دولة كاملة للمرة الثالثة الى الصناديق في غضون اقل من سنة هو بنيامين نتنياهو، الذي “يحتجز مواطني اسرائيل كرهائن في صراعه القضائي” – مثلما اجاد في صياغة الحال بيني غانتس، ردا على هجمة التحريض التي شرع فيها نتنياهو بعد نشر لوائح الاتهام ضده.

لقد فشلت الاتصالات الائتلافية بعد الانتخابات الاولى – التي جر نتنياهو الدولة اليها في محاولته لتثبيت مكانته، قبل ان يقرر المستشار القانوني رفع لوائح الاتهام ضده – في اعقاب محاولاته تشكيل ائتلاف يمنع تقديمه الى المحاكمة، رغم أنه قبل الانتخابات نفى أن يكون في نيته عمل ذلك. وكانت الاتصالات الائتلافية بعد جولة الانتخابات الثانية – انتخابات اضطر فيها مواطنو اسرائيل بان يصوتوا بينما كانت سحابة انعدام اليقين في نتائج الاستماع تحوم فوقه – في ظل انعدام قدرة نتنياهو على الحكم وفقا للمخطط الذي سارع رئيس الدولة بحماسة زائدة ان يعده خصيصا على قياس المتهم من بلفور. اما الان، وبعد أن رفعت لوائح الاتهام الكاملة ضد نتنياهو، وفي الايام التي تبقت لنتنياهو حسب القانون لان يطلب من الكنيست منحه الحصانة ضد تقديمه الى المحاكمة، سيطرح البحث بشأن حصانته على رأس جدول الاعمال الجماهيري. هكذا تبدو الامور حين تحتجز دولة بأكملها كرهينة في الصراع القضائي لرئيس وزرائها.

في ضوء كل هذا ينبغي الثناء على اعضاء أزرق أبيض لعدم وقوعهم في الفخ الذي حاول اعداده لهم نتنياهو باقواله عن الوحدة الزائفة، وينبغي الامل الا يغريهم شيء لعمل ذلك في الساعات المتبقية. ليس لنتنياهو أي مصلحة في الوحدة أو في رأس الصدوع. الامر الوحيد الذي يوجد على رأس جدول اعماله هو مصيره القضائي وتثبيت حكمه، حتى بثمن المس باجهزة الحكم وبثقة الجمهور فيها.

كما ان نتنياهو لم يعط رجال أزرق أبيض ايضا أي سبب يجعلهم ينتهكون وعدهم: فهو لم يوافق على التخلي عن تجمع اليمين، وطالب ان يكون الاول في التناوب – طلب كل من يعرف نتنياهو يفهم بانه رهان محظور الاخذ به.

كما ان قرار يئير لبيد التخلي عن التناوب يدل على النضج السياسي لازرق ابيض، وعن تحوله ليصبح بديلا حقيقيا يمكنه ان يحل محل الحكم. انتخابات ثالثة افضل من أي حكومة حصانة يمينية او حكومة عجز وطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى