ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – الصحة، وليس السياسة

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 9/3/2020

ارتفع عدد المصابين في اسرائيل بوباء الكورونا امس الى 39. وتتخذ وزارة الصحة سياسة عزل متشددة وأدخلت عشرات الاف الاسرائيليين في العزل. ومع ذلك، طرحت في الاونة الاخيرة ادعاءات من جهات طبية عن تدخل القيادة السياسة، ولا سيما رئيس الوزراء، في مضمون تعليمات وزارة الصحة وفي توقيت نشرها. يضغط رجال نتنياهو لاحباط تعليمات العزل للعائدين من الولايات المتحدة خوفا من المس بالعلاقات معها ومع الرئيس دونالد ترامب. في مكتب رئيس  الوزراء ينفون الاتهامات، ويصرون على ان القرارات تتخذ على اساس مهني فقط.ومع ذلك ففي كل ما يتعلق بالتعليمات ذات الصلة بالولايات المتحدة من الصعب أن نتجاهل الفرق بين موقف وزارة الصحة وموقف ديوان رئيس الوزراء.

تحدد وزارة الصحة اي دولة تدخلها الى القائمة التي يلزم العائدون منها للدخول الى العزل وفقا لعدة مقاييس بينها عدد المرضى، وتيرة  الانتشار، العلاقات بين الدولتين والاجراءات التي اتخذتها تلك الدولة. وقد اكتشف في الولايات المتحدة 477 حامل للكورونا، ووفقا لمعايير وزارة الصحة، خططت الوزارة لتوسيع التعليمات والامر بالعزل المنزل للعائدين من هناك ايضا.  

وكان مدير عام وزارة الصحة  موشيه بار سيمنتوف صرح أول أمس بان في نية الوزارة الاعلان عن واجب العزل المنزلي للعائدين من نيويورك، من كاليفورنا ومن ولاية واشنطن حيث سجلت معدلات عالية للاصابة بالمرض. وعقد نتنياهو أمس مؤتمرا صحفيا زائدا فقط كي يحصل على زمن شاشة، اعلن فيه بانه يرفض القرار بعزل العائدين من الولايات المتحدة. “سنبحث في هذا الليلة، ونفكر بالعزل  لكل العائدين من خارج البلاد”.

ليست هذه هي المرة الاولى التي يتدخل فيها رجال ديوان رئيس الوزراء في التعليمات الصحية المتعلقة بالولايات المتحدة. عندما اراد المهنيون في وزارة الصحة اصدار التعليمات بالعزل المنزل  للمشاركين في مؤتمر ايباك في واشنطن  والذين عادوا الى اسرائيل، بعد أن تبين ان ثلاثة من المندوبين اصيبوا بالوباء،  منع رجال نتنياهو ذلك ومئات الاسرائيليين الذين كانوا حاضرين في المؤتمر ليسوا في العزل. في حالة اخرى طلبت القيادة السياسية تأجيل التعليمات للجمهور والتي كانت القيادة المهنية وضعتها في بداية الاسبوع الماضي بعد الانتخابات – وهكذا كان. وحسب مصادر في الجهاز الصحي، لا تحظى  القيادة المهنية بالاسناد الكافي من القيادة السياسية والاستخدام للمعلومات المهنية في فريق معالجة الاوبئة هو استخدام قليل. وكلما  تطورت أزمة الكورونا هكذا اتسع التخوف من جانب المحافل  الطبية من تدخل سياسي ليس  بالضرورة في صالح الجمهور. ان وباء الكورونا ينتشر بسرعة، ولكن لا يزال تنقص  معلومات كثيرة عنه. وعلى سياقات اتخاذ القرارات أن تكون شفافة اكثر ويقودها المهنيون  واستنادا الى اعتبارات طبية وليس سياسية.  ان على الصحة العامة أن تكون فوق كل شيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى