ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – الزمن لوقف النار

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 16/5/2021

صور نصر عديدة معلقة على حيطان قصر المجد لاسرائيل. هذه لم تتحقق في  ايام المعارك الاخيرة، التي لا تزال تتواصل وتنتظر “نصرها”. منذ فرضت اسرائيل الحصار الخانق على قطاع غزة وهي تراكم نصرا إثر نصر. انتصرت في حملة عامود السحاب، في حملة ا لرصاص المصبوب، في حملة الجرف الصامد، في حملة حزام اسود وفي مئات الهجمات التي جرت بينها. 

في كل هذه الحملات قتل وجرح الاف الاشخاص، الكثيرون منهم ابرياء وبينهم نساء واطفال. والضرر المتبادل الذي لحق جراءها هائل في حجمه – دُمرت منازل، تعطلت مشاغل، وغزة اصبحت جزر خرائب وفي اسرائيل اختفى احساس الامن الشخصي. في كل مرة من جديد تعهدت قيادة اسرائيل “بالقضاء على حماس”، “بردع منظمات الارهاب”، “تحقيق هدوء طويل الامد”. وفي كل مرة انتهت هذه الحملات بالصيغة الدائمة، “الهدوء مقابل الهدوء” – مما اغاظ مروجو الحرب المتطلعين لضربة قاضية (حتى لو كان معناها سفك دماء بالجملة في الطرفين)، ومعناها احتلال قطاع غزة وتصفية كل زعماء حماء. 

لا حاجة لحملات اضافية لاجل الاثبات للجمهور في اسرائيل بان تحقيق هذه الاهداف هي امنية هدامة. لقد سبق لدولة اسرائيل ان فهمت قبل سنين انها لا تستطيع ولا تريد ان تحكم مباشرة في القطاع، بسبب الثمن الهائل الذي ينطوي عليه ذلك. وبخلاف الضفة الغربية وشرقي القدس، اللتين في نظر اسرائيل هما جزء لا يتجزأ منها والسيطرة فيهما تحقق حلما تاريخيا مسيحانيا يبرر كل ثمن – فان غزة تعد أرضا اقليمية اجنبية، وكأنه  لم يكن لها اي صلة بالاحتلال ولكن غزة أوضحت، وعادت لتوضح بان الفصل بين اقليمي فلسطين لا يوجد الا في خيال دولة اسرائيل. وعلى الرغم من ذلك تواصل اسرائيل الان ايضا الوقوع في الوهم في ان استراتيجيتها التي تقول ان حماس ستكون مقاولا فرعيا لها في غزة وتتخلى عن تطلعاتها الايديولوجية والسياسية سيكون ممكنا تحقيقه بتدمير اضافي للبيوت وبقتل المدنيين او مقاتلي حماس.

بغياب هدف ملموس لمواصلة الحرب في غزة باستثناء استعراض القوة والرد الشديد على نار الصواريخ ولمشهد تملص السياسيين ومسؤولي الجيش الاسرائيلي من تعريف النصر الوهمي والغائب فان كل يوم تتواصل فيه الحرب هو يوم عديم الغاية يعرض حياة البشر للخطر. محظور للدم الذي يسفك اكثر فأكثر في غزة وفي اسرائيل ان يصبح شفافا لا يرى.  والاتصالات والضغوط الدولية لوقف النار وصياغة توافقات لاستقرار الهدوء – والتي على ما يبدو لن تكون مختلفة جدا عما تحقق في المرات السابقة – هي القناة العملية الوحيدة التي يمكنها أن توقف التصعيد، الذي تحول ليصبح منافسة مكانة. ليس لحكومة اسرائيل هدف واضح وقابل للتحقق غير استمرار القصف. عليها أن تبدأ بالتفاوض على وقف النار وعلى اعادة الحياة الى مجراها الطبيعي. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى