ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – استفزاز خطير

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 29/11/2020

قبل لحظة من  تبادل الحكم في واشنطن، يبدو أن الرئيس الامريكي المنصرف دونالد ترامب أعطى مباركته لاغتيال ابي البرنامج النووي الايراني محسن فخري زادة في مدينة ابسارت شرقي طهران. ويدور الحديث عن عملية ذات امكانية كامنة كبيرة لتصعيد اقليمي هدفه استغلال لحظات نهاية الولاية لتقييد الرئيس الوافد جو بايدن واحباط عودة امريكية للاتفاق النووي بين ايران والقوى العظمى.

وأفادت “نيويورك تايمز” بان محافل استخبارية تعزو الاغتيال الاستثنائي لاسرائيل، وفي القيادة الايرانية يهددون منذ الان بـ “ثأر حاد”. فقد اتهم الرئيس الايراني حسن روحاني اسرائيل صراحة وحذر من أن “طهران ستثأر في الزمن المناسب”. واتهم رئيس الاركان الايراني محمد بكري “الصهاينة”، ووجه وزير الخارجية محمد جواد ظريف هو الاخر اصبع الاتهام الى القدس التي على حد قوله “تقرع طبول الحرب”. تضع هذه التهديدات اسرائيل الان امام خطر مواجهة جبهوية مشددة مع طهران. ومع ذلك، وبالذات في ذروة أزمة الكورونا التي تديرها حكومة منقسمة ولا تؤدي مهامها، بينما يتباهى محيط رئيس  الوزراء باقصاء وزيري الدفاع والخارجية لديه عما يجري في المجال السياسي – الامني.

ان سكرة قوة كهذه من شأنها ان تؤدي ليس فقط الى مواجهة عسكرية خطيرة مع ايران بل وايضا الى ازمة سياسية اولى مع ادارةبايدن حتى قبل أن يدخل الى البيت الابيض.  وبدون ذلك ايضا تقف اسرائيل امام عملية اعادة بناء معقدة للعلاقات  مع واشنطن تحت ادارة ديمقراطية، وها نحن نرى أنه بدلا من الاهتمام بحفظ هذا التحالف الاستراتيجي الضروري ايضا في الكفاح ضد ايران – يتعاظم الشرخ فقط.  

والى كل هذه التعقيدات، في الساحة السياسية في اسرائيل يكاد لا يسمع نقد او بدل عن سياسة نتنياهو بالنسبة لايران. فالمعارضة تسارع الى مباركة عمليات من هذا النوع كي لا تعتبر لا سمح الله وطنية أقل من اليمين. قلة يتساءلون ما هي القيمة الحقيقية لاغتيال انسان فرد، سيستبدل على اي حال، قلة يتساءلون كيف كانت اسرائيل سترد لو ان  ايران لا سمح الله اغتالت في اراضيها شخصية رفيعة المستوى، فما بالك احد علمائها الافضل. قلة جدا يتساءلون اين الدبلوماسية، ولماذا القي بها من صندوق الادوات.

بين اسرائيل وايران يوجد ميزان رعب. يتسلح فيه الطرفان كي يردع الواحد الاخر، دون أن حل في الافق. في  مثل هذا الوضع، من الواجب البحث ايضا في حلول سياسية، وليس فقط  عسكرية للتصعيد. مسألة تشق هذه الايام الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة، ولكنها في اسرائيل اصبحت محظورة تماما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى