ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – استغلال تهكمي لمأساة ..!

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 2/9/2021

موت مقاتل حرس الحدود برئيل حدارية شموئيلي يستغل هذه الايام بشكل تهكمي وعديم الرحمة. وهذه حركة كماشة هدامة  مغروس احد طرفيها في الحاجة الى الثأر لموته بشكل غير متوازن وطرفها الاخر ان يعيد الى الحكم بنيامين نتنياهو من خلال المس بشرعية حكومة نفتالي بينيت.  موت حدارية شموئيلي هو وليد خلل في الاستعداد التكتيكي في فرقة غزة. استغل هذا الخطأ رجل حماس وافضى الى النتيجة القاسية. الحملة التي بدأها في الشبكة جنود ورجال احتياط في اعقاب القضية تسعى “لتحرير ايدي” جنود الجيش الاسرائيلي بحيث ان المقاتلين لن يخاطروا بحياتهم بسبب القيود المزعومة المفروضة عليهم. 

يدور الحديث عن حملة خطيرة إذ انها تشوش الحقيقة في أن الجيش الاسرائيلي قتل أكثر من 200 فلسطيني في احداث على طول الحدود مع قطاع غزة في الاعوام  2018 – 2020. الكثير من الضحايا قتلوا دون أي مبرر، مئات آخرون اصيبوا بلا مبرر. اضافة الى ذلك في الحدث الذي قتل فيه حدارية شموئيلي قتل فلسطينيان واصيب 40 آخرون.

هكذا بحيث أنه اكثر مما “لتحرير ايادي” جنود الجيش الاسرائيلي – التي هي محررة على اي حال اكثر مما ينبغي – يخيل أن هدف الحملة هو الثأر لموت حدارية شموئيلي بشكل غير متوازن ودون أن تكون حاجة لاعطاء الحساب العسكري، الوطني والاخلاقي  على ذلك. 

ان رغبة اولئك الجنود ورجال الاحتياط في “تحرير اياديهم”  كي ينتقموا يستغلها بشكل حقير نشطاء سياسيون يؤيدون نتنياهو. في سلسلة من العروض المقززة، بما في ذلك في جنازة حدارية شموئيلي اتهموا بينيت بموت مقاتل حرس الحدود (“قتلت الولد يا بينيت”)، شتموا بشكل بشع  (“فليمحى اسمك يا بينيت!”)  وحرضوا ضده بعنف (“خسارة انهم لم يصوبوا رصاصة كهذه على بينيت”). 

غير أن هؤلاء النشطاء ليس فقط لم ينبذوا ولم يحددوا كخطر بل حتى تلقوا ريح اسناد من سلسلة من السياسيين، ممن يحاولون استغلال الزخم كي يمسوا برئيس الوزراء بينيت ويعملوا على اعادة نتنياهو الى الحكم. عندما يطالب عضو الكنيست نير بركات من الليكود بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية للتحقيق في موت حدارية شموئيلي، فانه ليس فقط يحرج نفسه بل ويكشف ايضا عن انتهازية سياسية عديمة الخجل. 

لقد قتل برئيل حدارية شموئيلي في اثناء أداء واجبه. محظور أن يستغل موته في جني مكسب سياسي على حساب الجيش، يصبح وسيلة لافلات عام للجام تجاه الفلسطينيين او لتحريض سياسي منفلت العقال، من شأنه أن ينتهي بالمس برئيس الوزراء. في مثل هذا الوضع المتفجر من الافضل تهدئة الخواطر والتصرف برسمية وبتفكر.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى