ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – ابعاد أردان أولا 

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 26/9/2021

إحساس اليأس البادي في الخطاب الذي القاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الجمعية العمومية للامم المتحدة يوم الجمعة ينبغي أن يقلق اسرائيل أكثر من الانذار الى طرحه عليها. “لاسرائيل سنة واحدة لتنسحب الى حدود 67، بما فيها شرقي القدس”، اعلن عباس واضاف بانه اذا لم تلتزم اسرائيل بهذا الانذار، “فسنتوجه الى المحكمة في لاهاي كي تتخذ قرارا حول شرعية الاحتلال”. 

من الصعب أن نصدق أن احدا ما في العالم، اسرائيلي وفلسطيني على حد سواء، يقبل اقوال عباس ببساطتها. وعلى الرغم من ذلك، حتى لو لم تكن حاجة الى البدء بالعد التنازل حتى موعد انتهاء الانذار، محظور ان نتجاهل الالم الذي اعربت عنه هذه  الاقوال: “نحن في مفترق طرق، عانينا ما يكفي. هذا الوضع لا يمكن أن يستمر وشعبنا لا يمكنه أن يعاني اكثر”.  اليأس هو تربة خصبة  في تعزيز الكراهية، تعاظم العنف واحراق الجسور الدبلوماسية.

فقد اتهم عباس اسرائيل بالرفض السياسي ورد ردا باتا القول انه لا يوجد شريك في الطرف الفلسطيني. “كرست حياتي لتحقيق السلام واخترت طريق العمل مع الاسرة الدولية بالوسائل السلمية وبالدبلوماسية”، قال واضاف: “نحن نمد ايدينا للسلام المرة تلو الاخرى ولا نزال لا نجد في اسرائيل شريكا يؤمن بحل الدولتين ويقبل  به”.

عباس محق في احساسه بان اسرائيل سمحت بيده الدبلوماسية ان  تبقى معلقة في الهواء واضعفته بنية مقصوده كي تخرب على حل الدولتين بواسطة بناء منفلت العقال في المستوطنات وفي نفس الوقت ابدت احتراما أشد لنهج العنف لدى حماس. 

في خطابه نثر عباس تهديدا عابثا آخر: “هدم حل الدولتين سيسمح لنا بالمطالبة بالعودة الى مشروع التقسيم في 1947”. وكما كان متوقعا، قفز سفير اسرائيل في الولايات المتحدة وفي الامم المتحدة، جلعاد اردان على الفرصة للهزء من عباس على انذاراته “الهاذية”. “مرة اقترح على رفع دعوى على بريطانيا بسبب اعلان بلفور، واليوم يريد أن يعود الى مشروع التقسيم للامم المتحدة”، هزأ. “ابو مازن أثبت مرة اخرى بان زمنه انقضى”، غرد بانعدام وعي ان الحكومة التي بعثت به الى الامم المتحدة، وثقافتها الدبلوماسية المريضة، هما نفسيهما من انقضى زمنهما.

لا يهم كم حاول اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو تجويع الوطنية الفلسطينية حتى الموت فانها لم  تندثر. ولا يهم كم حاول نفتالي بينيت ويئير لبيد تجاهلها في مسعى للحفاظ  على استقرار حكومتهما فانها لن تختفي. المشكلة الفلسطينية كانت ولا تزال هي المشكلة الاسرائيلية وحل الدولتين كان ولا يزال الحل الصحيح للشعبين. ينبغي التعاطي بجدية لدعوة عباس اليائسة وفتح صفحة جديدة في العلاقات مع السلطة الفلسطينية. خطوة اولى في هذا الاتجاه هي استبدال اردان.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى