ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – إنذار حقيقي ..!!

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 23/9/2021

تلقت دولة اسرائيل أول امس تنبيه استيقاظ صريح من حليفتها الاهم: الولايات المتحدة. فازالة البند الذي يسمح بتمويل بمبلغ مليار دولار لتجديد مخزون صواريخ الاعتراض في القبة  الحديدية، من قانون الميزانية، الذي يبحث في مجلس النواب – في اعقاب ضغوط داخلية في الحزب الديمقراطي – يدل مرة اخرى على أن  اسرائيل تفقد التأييد الحيوي من الحزبين بسياستها الخارجية. 

ولا يعود سبب ذلك فقط الى آثار ولاية بنيامين نتنياهو، الذي أيد بوضوح اكثر مما ينبغي الادارة السابقة بل استمرار سياسة الاحتلال ورفض السلام التي تجبي ثمنا دبلوماسيا. 

ليست هذه نزوة مصادفة لما يسمى “الجناح التقدمي”  في الحزب الديمقراطي. فالحجة الفنية، التي استخدمت لازالة البند تخفي حقيقة أعمق بكثير. فهذه الخطوة هي نتيجة مسيرة طويلة السنين لليأس من الجمود في الساحة الاسرائيلية الفلسطينية والاحساس في اوساط من لا يزال يكترث، بأنه مطلوب خطوات اكثر تشددا لايقاظ اللاعبين من لامبالاتهم. ولا يوجد اكثر تشددا من مجال المساعدة الامنية – الموضوع الجوهري في العلاقات بين الدولتين والذي اعتبر حتى الان امرا شبه مسلم به بل ومحظور سياسي. 

وحسب التقديرات، فان اسرائيل ستتلقى في نهاية المطاف التمويل الكامل، وأداء القبة الحديدية لن  يتضرر. فقد قال زعيم الاغلبية  الديمقراطية في مجلس النواب، ستاني هوير منذ الان بانه سيتقدم هذا الاسبوع بمشروع قانون بتمويل كامل لمنظومة القبة الحديدية ومن المتوقع له ان يجاز.  

ولكن من المجدي جدا لاصحاب القرار أن يتعاطوا مع هذه المناورة كانذار حقيقي مقلق. لن تكون هذه المرة الاخيرة التي يطرح فيها موضوع المساعدة الامنية لاسرائيل  على البحث الجماهيري في واشنطن. هذه مجرد البداية. لقد انقضت الايام التي كان فيها دافعو الضرائب الامريكيون في جانبي  الساحة السياسية مستعدين لان يقبلوا كأمر مسلم به تمويل  السيطرة العسكرية على الفلسطينيين فيما لا يوجد اي افق سياسي. ان الـتأييد من الحزبين سيواصل التآكل وعليه فان هذا يستوجب تغييرا هاما في  السياسة. 

بدلا من التبجح في المقابلات بان ليس في نية الحكومة العمل على اي مسيرة سياسية مع الفلسطينيين والتحمس في الاحاطات للاعلام من أن الرئيس جو بايدن يقبل ظاهرا هذا الموقف، فان على رئيس حكومة التغيير نفتالي بينيت وشركائه الائتلافيين في اليمين، في الوسط وفي اليسار ان يوجهوا نظرة الى تداعيات هذا الرفض الصبياني على المستقبل والامن لدولة اسرائيل.

ان الائتمان الدولي آخذ في النفاذ. صحيح ان الرئيس بايدن قال في خطابه في الجمعية العمومية للامم المتحدة ان الطريق الى حل الدولتين بعيد – ولكنه أوضح ايضا، وعن حق بان هذا هو الطريق الوحيد.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى