ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – أيغد ودان، هذا عليكما

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 6/10/2021

السرعة التي استجابت فيها شركتا ايغد ودان لمطلب منظمة “بتسلمو”  ازالة الاعلانات عن باصات الشركتين “طفل فلسطيني ابن ثلاثة اصيب في عملية. حان الوقت لوقف عنف المستوطنين. غانتس، بارليف – هذا عليكما”، تدل على الجبن الشديد لهاتين الشركتين. 

ليس فقط السرعة التي استسلموا فيها معيبة بل وايضا رد شركة ايغد، التي وصفت الاعلانات كـ “حملة مفرقة وكدية”. عشرات المستوطنين الذين نفذوا الجريمة الجماعية بحق سكان خربة المفقرة الفلسطينية – هذا على ما يرام؛  ستة جرحى، بمن فيهم طفل ابن ثلاثة يعاني من اصابة في الرأس – هذا على ما يرام. لكن امكانية ان تكون الاعلانات تجري تعميما ضارا للمستوطنين بعرضهم كعنيفين – فهذا لا يعقل. 

في رسالة بعثت بها جماعة “بتسلمو” لشركة ايغد زعم انه “بقدر ما يوجد عنف من جانب هامشيين متطرفين فان هذا لا يتيح التعميم عن قرابة نصف مليون شخص ونشر “رجاء اوقفوا عنف المستوطنين””. من الصعب التفكير باحتجاج تهكمي اكثر من هذا. فالمستوطنون ليسوا دينا، عرقا، قومية او نوعا اجتماعيا، يحتاجون الى الحماية من القانون. هم جماعة ايديولوجية توجد في ذروة صراع ايديولوجي ينطوي على السطو والسلب الفاعل لشعب آخر من اراضيه ومن حقوقه، وعلى صوت متواصل للقانون، الاسرائيلي والدولي.

ان العنف الجسدي ليس سلعة ضرورية في صندوق ادوات المستوطن، فقط لان المستوطنين يتمتعون بخدمات حماية من الجيش الاسرائيلي، وذلك رغم حقيقة أنهم يعيشون خارج الحدود السيادية لدولة اسرائيل، ناهيك عن ان العنف في المستوطنات يزداد: فهذا الاسبوع فقط نشر عن القلق في جهاز الامن من الارتفاع الكبير في حجم جريمة اليهود ضد الفلسطينيين في الضفة. 

ولكن اهم من ذلك، المحاولة لاستخدام لغة حقوق الانسان التي ولدت للدفاع عن الاقليات عديمي التمثيل، المضطهدين والمستضعفين من اجل الدفاع عن مجموعة القوة الاقوى في اسرائيل، التي واحد من ابنائها يتولى اليوم منصب رئيس وزراء اسرائيل، هي ليس فقط ذروة جديدة من التهكم بل مهزلة حقيقية. 

وعليه فليس مفاجئا ان من سارعوا الى الترحيب بالقرار المعيب لشركتي الباصات الاستسلام لنزعة القوة لدى منظمات اليمين وازالة الاعلانات هم “الظل” (يوآف الياسي)، والنائب ايتمار بن غبير. فهما ايضا، مثل “بتسلمو”، فرسان حقوق الانسان بصفته انسانا، والمعروفان بحساسيتهما اللغوية والحذر الذي يتخذان جانبه كي يعمم لا سمح الله بشكل ضار على اي جماعة، او المشاركة في حملة الكراهية معاذ الله. قل لي من مؤيدوك، اقول لك من انت. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى