هآرتس – بقلم أسرة التحرير– أهمية ميرتس

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 12/3/2021

ليس ترنح ميرتس حول نسبة الحسم ظاهرة مميزة لمعركة الانتخابات الحالية، ولكن حسب الاستطلاعات الاخيرة يبدو أن هذه المرة يتعاظم الخوف الا يجتازها. واسباب ذلك هي التركيبة الجديدة لحزب العمل الذي يبدو أنه يعرض بديلا باعثا على حماسة اكبر لقسم من مصوتي ميرتس في الماضي، ومصوتين يفضلون التركيز على استراتيجية استبدال رئيس الوزراء من خلال التصويت لاحزاب الوسط – اليمين، الى جانب اولئك الذين يفضلون تعزيز الاقلية العربية من خلال التصويت للقائمة المشتركة. كما أن أزرق أبيض لا يزال يجمع حوله بضعة مقاعد. في هذا الوضع، فان ميرتس، الذي لا ينجح في اثارة حماسة ناخبيه القدامى بقدر كاف، يقف امام خطر الشطب من الكنيست.

وسواء كانت حملته وتركيبته باعثة على الحماسة أم لا، فان لميرتس دورا تاريخيا هاما في المشهد البرلماني الاسرائيلي – والذي هو اكبر بكثير من مجموع اجزائه. في وضع لا  يكون فيه احتمال حقيقي لحكم اليسار، ثمة حاجة على الاقل لمعارضة تمثل مواقف اليسار ضد الاحتلال في المناطق، ويعنى بتداعياته. هذه مواقف لا يستطيع يئير لبيد وميراف ميخائيلي ان يعبرا عنها. مثال واضح على ذلك جاء في ردود فعل الساحة السياسية على تهديدات التحقيق في  شبهات جرائم الحرب في المناطق في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. وحدهما ميرتس والقائمة المشتركة اشارا بمستويات مختلفة الى دور اسرائيل في الاحداث، بينما كل الباقين، بمن فيهم ميخائيلي، تبنوا ردود فعل نتنياهو الذي يتهم المحكمة بالخروج عن صلاحياتها.

لميرتس دور  هام في اطلاق صوت عال وواضح ضد الاحتلال ومشروع الاستيطان بالذات لانه لا يزال حزبا صهيونيا في اساسه. وحتى لو لم تكن فوارق شخصية في فكر ميخائيلي وهوروفيتس، وباقي اعضاء قائمتيهما يوجد فارق جوهري في الافكار وفي  المؤسسات التي يمثلانها، وبقدرتهما على المناورة في  مجال الخطاب العام الاخذ في التقلص.  

اذا لم يكن ميرتس في الكنيست، فان البحث في الاحتلال وفي حماية المنظمات التي تكاح ضده لن تمثله الا القائمة المشتركة، التي رغم مغازلة مصوتيها  تعاني من حملة نزع شرعية ضد مواقفها على المستوى السياسي. في مثل هذا الوضع، وبلا ميرتس، فان صوت اليسار الصهيوني في  مقر الكنيست سيصمت.