ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير  –  أثبتوا لنا …!!

هآرتس – بقلم أسرة التحرير  – 26/10/2021

على الجمهور ألا يقلق من الا يكون الاعلان عن منظمات المجتمع المدني في الضفة كمنظمات ارهابية عدم الاساس، وان هذه ملاحقة لمعارضي الاحتلال بصفتهم هذه كما هو الحال في الانظمة العسكرية. فها هو حتى النائب العام للدولة عميت ايسمان أقر الاعلان وفقط بعد اقراره تقدم رجال الشباك بتقاريرهم الاستخبارية الى وزير الدفاع بيني غانتس.

وبالتالي ماذا لو كانت هذه منظمات ذات اقدمية وسمعة دولية، بعضها معروفة جيدا لاسرة حقوق الانسان والمواطن في البلاد وفي العالم. فايسمان لم يقر عبثا. فقد فعل هذا فقط بعد جلسة في النيابة العامة عرض فيها رجال الشباك المادة الاستخبارية السرية، التي تربط هذه المنظمات بمنظمة الارهاب الجبهة الشعبية. محفل اطلع على المعلومات وصفها بانها “معلومات كثيرة ومقنعة”. اقتنعتم؟ 

لا خوف، فليس ايسمان وحده مشاركا في السر. ولا حاجة للتأثر برد فعل الناطق بلسان الخارجية الامريكية، نيد برايس، الذي وبخ اسرائيل على أنها لم تعطي الولايات المتحدة اخطارا مسبقا واوضح بان الولايات المتحدة ستتوجه لاسرائيل لتحصل على “منطق الامر”. يجمل ببرايس ايضا ان يتنفس قبل أن يقفز تلقائيا. كل شيء على ما يرام. فقد قال مصدر سياسي امني ان مبعوث الشباك ووزارة الخارجية سيسافر الى واشنطن في الايام القريبة القادمة مع مواد استخبارية  مصبوبة بالاسمنت. 

وعليه، فان الجمهور الاسرائيلي مطالب بان يحافظ على الصمت. رجاء لا تزعجوا بابا شباك وماما الولايات المتحدة حين يكونا يخرجان منظمات التوثيق والمقاومة المدنية للاحتلال خارج القانون (وعلى اي حال، ما للعرب وحقوق الانسان؟)، فهما يفعلان هذا من اجلنا، لانهما يحرصان علينا ويحميانا ويعرفان اكثر منا ما نحتاجه.

وفضلا عن هذا، لماذا يعلن عن أن احدا ما ارهابيا اذا كان يوثق فقط انتهاكات حقوق الانسان في المناطق. يمكن للجمهور أن يكون واثقا ومتأكدا من أن الشباك وغانتس ما كانا ليفعلا شيئا كهذا لو لم تكن هناك أ دلة. كما أنه حذار علينا ان ننسى بانهما ببساطة لا يمكنهما أن يكشفا الادلة التي في ايديهما امام الجمهور، إذ ان هذا سري للغاية، وليس للجمهور التصنيف الامني اللازم، كي يطلع على هذه المادة الاستخبارية الحساسة. 

محظور قبول مثل هذا السلوك. خطوة بهذا التطرف، والتي هي بمثابة اعلان حرب قذرة على منظمات مدنية فلسطينية تستوجب عرض علني للادلة، نزعا للشك. فلا يعقل أن يعرض الشباك مواده على عدد من الجهات المجهولة، اسرائيلية أو أمريكية، وبهذا ينتهي الامر، بينما ينبغي للجمهور أن يقبل الحكم دون أن تكون له اي فكرة عما يدور الحديث. اذا كان مسموحا للرئيس الامريكي وعضوات كونغرس امريكيات ان يطلعوا على المواد ويعرفوا عما يدور الحديث، فانه مسموح للجمهور في اسرائيل ايضا. يا غانتس، اثبت لنا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى