ترجمات عبرية

هآرتس: بسبب “معا سننتصر” نحن نخسر

هآرتس 3/7/2024، ميكي غيتسين: بسبب “معا سننتصر” نحن نخسر

ثمانية شهور داخل الحرب، وعلى اللافتات في الشوارع والفواتير في السوبر ماركت والحافلات، ما زالت تظهر الكلمات “معا سننتصر”. هذا الشعور بعث الدفء في تشرين الاول وتشرين الثاني، لكنه الآن يذكر أكثر بمصطلح “هدوء، هم يطلقون”، سيء الصيت من حرب لبنان الاولى، مصطلح هدف الى اسكات أي انتقاد لمن يقودون كل الدولة نحو الكارثة.

الوحدة هي شعور عظيم، وجميعنا نعرف مصطلح “بسبب الكراهية الزائدة تم تدمير القدس”. ولكن مع كل الاحترام للمصطلحات التي تم اخراجها عن سياقها فان المسؤولين عن دمار الهيكل الثاني هم المتعصبون والمتهكمون، الذين لم يفهموا الواقع وحدود القوة، وقاموا بدهورة الشعب اليهودي نحو الهاوية. استغرقنا 2000 سنة كي ننجوا من هذه الازمة. من يعتقد أننا محصنين من المتهكمين الجدد وأن الدول لا تنهار أو تختفي فانه ببساطة يتجاهل العنوان على الحائط.

المشكلة التي تواجهها اسرائيل ليست الوحدة امام التهديد الخارجي. نحن شاهدنا كيف أن المجتمع الاسرائيلي تجند للحرب بعد 7 تشرين الاول، وأن حماس مع كل الوحشية المثيرة للاشمئزاز لا تعتبر تهديد وجودي. المشكلة تكمن في القوة غير المتكافئة التي توجد في يد مجموعة متطرفة ومتعصبة، التي تجر كل الدولة نحو الكارثة. بسبب هذه المجموعة الازمة العسكرية يمكن أن تصبح دمار. وبناء على ذلك فان الحل ليس احتضان المسيحانيين والاصوليين في الطريق نحو الاسفل، بل يجب مواجهتهم.

بدلا من الـ “معا سننتصر” المزيف يجب قول امور واضحة: حركة الاستيطان والكثيرين من ممثليها السياسيين، الذين جاءوا من الهوامش المتطرفة والاكثر هستيرية، هم قوة مسيحانية واصولية، تقدس الارض والدين على حساب الحياة. هم يستخفون بالفرد وحقوقه ورغباته، ويعتقدون أنهم يمثلون حقيقة سامية بشأن هدف كل الأمة. رؤساء المستوطنون يعتبرون الضحايا شر لا بد منه في الطريق الى تحقيق هذيانات خطيرة تمت رعايتها في جهاز تعليم، الذي اصبح اكثر متدينا ومتطرفا، على خلفية واقع الابرتهايد العنصري في المناطق.

لا حاجة هنا الى تفسير جميع الكوارث التي ستتسبب بها خططهم لاسرائيل. فهي تحدث أمام انظارنا الآن مثل استمرار الحرب، مئات القتلى المحتملين، موت المخطوفين، العزلة الدولية، المجاعة في غزة وفتح جبهات اخرى. هذا فقط الثمن المتوقع. من الواضح أنه يتوقع حدوث تعقيدات اخرى. آفي ايتام اعلن مؤخرا بأن الحرب ستستمر لثلاث سنوات اخرى. أنا اسأل، اذا كان آباء الجنود الذين يخدمون في الخدمة النظامية، وكل جنود الاحتياط، وكل عائلات طلاب المدارس الثانوية المرشحين للتجند، فهموا معنى هذه الاقوال والثمن الذي سندفعه جميعنا بسببها. 

النوايا الحسنة للوسط، الذي يطمس الخلافات ويبحث عن العامل الموحد، اصبحت وقود يسرع عملية التدمير. الجواب لا يمكن أن يكون “معا سننتصر”. نحن لا يمكننا احتضان الذين يريدون تصفية اسرائيل التي نعرفها. الجواب يجب أن يكون النضال الديمقراطي ضد القوى الخطرة غير الليبرالية والمسيحانية التي سيطرت على مواقع القوة في قيادة الدولة. بالمناسبة، في الاصل لا يوجد في الطرف الثاني أي شخص يؤمن بـ “معا” هذه. اليمين المتطرف لم يتوقف للحظة من ملاحقة كل معارضيه، بما في ذلك عائلات المخطوفين. “معا” توجد منذ فترة طويلة لدى طرف واحد فقظ.

عدد الذين سقطوا في اوساط المستوطنين كبير، ولا يوجد فرق بين ألم الآباء من عوفرا وألم الآباء من تل ابيب. خلافا للحريديين فان المستوطنين واليمين المتدين على استعداد للدفع بالدماء من اجل تطبيق ايديولوجيتهم. ولكن هذا لا يجعلهم أكثر عدالة أو أقل خطورة. لا يمكن تبرير جعل اسرائيل دولة مسيحانية، معزولة، تعيش في حرب دائمة مع جيرانها ومع رعايا نظامها العسكري، باسم من سقطوا من المستوطنات. هذا بالضبط هو التوجه التي يجرنا نحوه المتهكمون اليهود. 

الازمة في اسرائيل لم تنته في 8 تشرين الاول. بالعكس، نحن نوجد الآن في فترة اكثر خطورة لأن اليمين المتطرف يعتبر الحرب فرصة لتحقيق اهدافه. لا يمكن مواصلة غض النظر عن هذا الخطر. محظور الادمان على سم التهدئة للوحدة. ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش هما الآن زعماء اليمين فعليا؛ معهما لا يوجد لمن يحبون الديمقراطية في اوساطنا أي “معا” ، ولا يوجد “أولا لننتصر”. زمن المجتمع الاسرائيلي ينفد، هذه هي اللحظة من اجل الاختلاف، هذه هي اللحظة المناسبة للنضال.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى