ترجمات عبرية

هآرتس: بسبب الانقسام تكافح الاحزاب العربية للوصول الى نسبة اقبال 50%

هآرتس: بسبب الانقسام تكافح الاحزاب العربية للوصول الى نسبة اقبال 50% ، بقلم: جاكي خوري 23/10/2022

قبل تسعة أيام على موعد الانتخابات، بقي التحدي الرئيسي أمام الأحزاب العربية هو محاولة رفع نسبة التصويت في أوساط المصوتين. حسب استطلاعات داخلية أجرتها “حداش”- “تاعل” و”راعم” و”بلد”، في الأسبوع الماضي، فإن نسبة التصويت المتوقعة في المجتمع العربي ستكون 43 – 64 في المئة، وفي الوقت الذي تسعى فيه الأحزاب الثلاثة للوصول إلى هدف أكثر من 50 في المئة في نسبة التصويت، ستضمن اجتياز هذه الأحزاب نسبة الحسم وتدخل إلى الكنيست.

على الرغم من بدء ارتفاع اهتمام الوسط العربي بالانتخابات في الأسابيع الأخيرة، فإن لامبالاته تبقى واضحة، فالشارع العربي لا يشعر بأجواء منافسة كبيرة بين الأحزاب، فيما الأحزاب الثلاثة تركز الآن على إجراء لقاءات بيتية وندوات محلية يبرز فيها المرشحون والنشطاء الفروقات بين هذه الأحزاب ويحاولون إقناع الحضور بالتصويت لصالحهم.

وفي الوقت نفسه، يشجعون من لم يقتنعوا بالتصويت لأحد الأحزاب المتنافسة على أن لا يصوت للأحزاب الصهيونية. وأضيف تحد آخر عندما رفضت “بلد” اقتراح حداش – تاعل التوقيع على اتفاق أصوات زائدة، الأمر الذي أدى إلى تبادل الاتهامات بين رؤساء الأحزاب وعمق الشرخ بينها.

إن حزب “بلد”، الذي لن يجتاز نسبة الحسم وفقاً للاستطلاعات، يرفض التنازل عن المنافسة. وحسب بيانات عرضت في الحزب الأسبوع الماضي، يتوقع أن يصوت له 100 – 120 ألف ناخب. وسيبدأ الحزب هذا الأسبوع بحملة تبقي بضعة أصوات منفردة لكي تجتاز القائمة نسبة الحسم، حيث الهدف هو نقل شعور لجمهور الناخبين بأنها مهمة. وأعلن رئيس الحزب، سامي أبو شحادة، في مقابلة مع راديو “الشمس”، الجمعة، بأن لـ”بلد” 2.5 في المئة من الأصوات، وهذا غير بعيد عن نسبة الحسم التي هي 3.25 في المئة.

مع ذلك، يعترف “بلد” بأنه، خلافاً للقائمتين المنافستين “راعم” و”تاعل”، لا يوجد للحزب أي مرساة انتخابية يمكن أن تشكل بالنسبة لهم قاعدة صلبة للأصوات. فـ”راعم” مثلا، يشكل النقب ومنطقة المثلث الجنوبية قاعدة تشمل عشرات آلاف الأصوات، في حين أن حداش – تاعل تعتبر الناصرة وسخنين وعرابة مرساة لها. أما “بلد” فيأمل أن تشكل يافا واللد والرملة قاعدة كهذه. ولكنهم في الحزب يركزون على منطقة مصوتين محتملين في كل قرية عربية أو مدينة مختلطة. أبو شحادة ينوي التركيز في الأسبوع القادم على مدينة سكنه يافا، وأيضاً على اللد والرملة وعلى بضع قرى من قرى المثلث. وأشار “بلد” إلى وجود مرساة رئيسية في أي بلدة للحزب، لكن مع وجود أبو شحادة، بصفته من سكان يافا ومعروفاً جداً في اللد والرملة، ستعطيهم أفضلية في هذه المناطق.

مراد حداد، وهو ناشط مخضرم في “بلد” في شفا عمرو، قال للصحيفة بأن طريقة عمل الحزب هي الانتقال من بيت إلى بيت. “لدى كل مسؤول منطقة قائمة أسماء لمصوتين محتملين، ولدى كل مسؤول أو ناشط أمل بجلبهم إلى صناديق الاقتراع. في شفا عمرو مثلاً، لدينا قائمة من ستة آلاف شخص من أصحاب حق الاقتراع، ويتوقع منها إحضارهم إلى صناديق الاقتراع يوم الانتخابات. بعضهم إلى إحضار سنضطر جسدياً إلى الصناديق، وجزء آخر يجب علينا التأكد من أنهم سيأتون للتصويت. وفقاً للتجربة، فإن 10 – 15 في المئة منهم لن يأتوا في نهاية المطاف، لكن الهدف أن نصل إلى رقم الهدف من كل هذه البلدات؛ أي 140 – 150 ألف مصوت.

قال حداد إن “توجهنا يتركز في مصوتين محتملين، الذين امتنعوا عن التصويت في السنوات الأخيرة”. وحسب قوله، يدور الحديث عن شباب يتماهون مع رسائل “بلد” حول تعزيز القومية العربية في إسرائيل. نشطاء في الحزب يكررون رسالة أنه يكفي 15 في المئة من أصحاب حق الاقتراع في كل بلدة كي تجتاز “بلد” نسبة الحسم. أما حداش – تاعل فتنوي التوجه لجمهور المترددين. وحسب أقوال ناشط في مقر الحملة، فإن التوجه للجمهور عبر الشبكات الاجتماعية ومن خلال مقابلات مع وسائل الإعلام وتوزيع المنشورات هو أمر غير كاف، وثمة حاجة للانتقال من بيت إلى بيت. تركز القائمة نشاطاتها في الأيام المتبقية حتى موعد الانتخابات في العمل على الأرض، بما في ذلك عقد الندوات بمشاركة المرشحين، وليس على اجتماعات كبيرة تعقد في جميع المناطق.

“سنبذل كل الجهود ليكون أيمن عودة وأحمد الطيبي معاً في عدد غير قليل من اللقاءات، لكن سنوجههما إلى لقاءات في المناطق التي يعيشون فيها والتي تضم جمهورهما. من الواضح أن الطيبي سيكون في بؤر منطقة المثلث وفي المدن المختلطة، في حين أن سيشارك عودة في عدة ندوات في الشمال، منها حيفا”، قال أحد النشطاء. “جزء من النشطاء يطالبون بحضور مرشحين معيني إلى مناطقهم، مثل عايدة توما سليمان، حيث يوجد في أوساط ناخبي حداش – تاعل عدد غير قليل من النساء”.

أما ريم حزان، التي تتولى تركيز نشاطات حداش – تاعل في حيفا، فقالت إن الحضور الشخصي إلى البيوت مهم جداً، وسيركز النشطاء في الأيام التسعة القادمة على ذلك. حسب قولها، فإن مصوتين محتملين كثيرين موجودون في الأحياء غير المتماهية مع الأحزاب العربية. “في حي الكرمل الفرنسي في حيفا أو في حي “كريات اليعيزر” هناك أكثر من عشرة آلاف صوت، وثم إمكانية كامنة كبيرة لإحضارهم إلى صناديق الاقتراع.

“نشعر بأن أسئلة كثيرة تدور في أذهان الناس، ويريدون إجابات واضحة، حديث شخص إلى شخص. يسألون ماذا فعلتم من أجلنا؟ لماذا علينا التصويت لكم؟ كيف يمكن أن تساعدونا؟ الأساس هو الخروج بجواب إيجابي بأنهم سيذهبون للتصويت في يوم الانتخابات”، قالت ريم.

في مقر حداش – تاعل، يعملون مؤخراً على إعادة تفعيل نشطاء قدامى للقائمة المشتركة، بما في ذلك الذين كانوا “نائمين” في السنوات الأخيرة. “عند تشكيل القائمة المشتركة كان هناك عدد كبير من النشطاء الذين تركوا النشاط في الانتخابات من خلال الاعتقاد بأن التمثيل في الكنيست أصبح مضموناً”، قال ناشط في المقر. “لكن هناك حاجة إلى حث وإحضار كل صوت الآن”.

ما زالت حداش – تاعل، تنقل رسائل تقول بأن دخول القائمة إلى الكنيست غير مضمون، وأنه ينقصها بضع آلاف الأصوات لاجتياز نسبة الحسم. مع ذلك، وعلى الرغم من أن القائمة تحصل على أربعة مقاعد وفقاً للاستطلاعات، فإن مصادر في الحزب قالت بأنه رقم سيعتبر فشلاً. وحسب قولهم، هذا لأن الأمر يتعلق بقائمة موحدة من حزبين كبيرين التي رؤساؤها معروفون لدى الجمهور العربي. وإذا لم تجتز القائمة نسبة الحسم، فسيعتبر هذا الأمر انهياراً.

في غضون ذلك، يحاول “راعم” بث الثقة؛ إذ تقول جهات رفيعة في الحزب علناً بأنه فإن دخول القائمة إلى الكنيست مضمون حتى لو كانت نسبة الحسم 40 في المئة. في “راعم”، خلافاً للجولات الانتخابية السابقة، تبنوا هذه المرة حملة إيجابية، ويركزون على التوجه الشخصي إلى الناخبين المحتملين.

سعيد بدران، وهو ناشط في الحزب في وادي عارة، قال إنه “رغم الأجواء المتفائلة في داخل الحزب، فإن لامبالاة الناخبين واضحة. أدخل إلى البيوت وأصطدم مع واقع مالي واجتماعي صعب جداً. هؤلاء أناس غير موجودين على الشبكات الاجتماعية، ويذهبون قليلاً إلى اللقاءات. جزء منهم لا يعرفون متى يوم الانتخابات”. وحسب أقوال بدران، فإن جزءاً من الناس الذين يزوروهم في البيوت يريدون من الحزب أن يساعد في أمور أساسية، مثل توفير الكهرباء أو في مشكلات التخطيط والبناء. “في البيوت، نحن نشعر بالدعم، لكننا نشعر باليأس والإحباط الذي يجعل الناس لا يذهبون للتصويت. وهذا ما نواجهه ونتعامل معه. يجب الفهم بأن الكثير من هؤلاء الذين لا يصوتون لا يفعلون ذلك بدافع أيديولوجي. وهناك الكثير مثل هؤلاء في مدن مثل أم الفحم، لكن أغلبيتهم أشخاص لا يؤمنون بإمكانية التغيير والتأثير. لذلك، أربطهم مع أشخاص حصلوا حقاً على مساعدة مثل الربط بالكهرباء أو حل مشكلات بيروقراطية نجحنا في حلها عن طريق تدخل راعم”.

أحد الأسئلة المفتوحة بخصوص انقسام التصويت ونسبة التصويت في الوسط العربي يتعلق بمنطقة النقب. بالنسبة لـ”راعم”، التي يعتبر النقب قاعدة انتخابية لها، فإن الحديث يدور حول مسألة حاسمة. وفي المكان الثالث في القائمة ممثل للمنطقة، هو وليد الهواشلة. وهو الذي يدير قائمتها. مع ذلك، حداش – تاعل وبلد، تعتبر النقب خزاناً كبيراً للأصوات المحتملة.

الناشط المخضرم لـ”حداش” عضو الكنيست السابق يوسف العطاونة، هو الخامس ترتيباً في قائمة حداش- تاعل، والأكاديمي سمير بن سعيد، المعروف بدرجة أقل، في المكان السادس، رغم أنه لا يوجد لـ”بلد” ممثل من النقب في المرشحين الأربعة الأوائل، فإن الحزب يحاول الحصول على أصوات من هناك. للهواشلة حتى الآن احتمالية معقولة لدخول الكنيست.

الدكتور منصور النصاصرة، وهو من قسم العلوم السياسية في جامعة بن غوريون، قال إن النقب هو الملعب البيتي لـ”راعم”، وأن الأمر معروف على الأرض. مع ذلك، الاختبار بالنسبة للأحزاب سيكون، حسب رأيه، في القرى غير المعترف بها، وإلى أي درجة ستنجح في إحضار مصوتين منها، بالأساس الذين هم على مسافة بعيدة من صناديق الاقتراع.

قال النصاصرة إن “تاعل” لا يتنازل عن أصواته في النقب، الذي يكثر العطاونة وبن سعيد عقد الندوات والمحادثات مع مصوتين محتملين فيه. “في (بلد) يعملون هناك بواسطة عضو الكنيست جمعة الزبارقة ونشطاء آخرين”، قال. حسب أقوال النصاصرة، فإن “ميرتس” و”يوجد مستقبل” يعتبران النقب قاعدة جيدة للحصول على بضعة آلاف من الأصوات. “في نهاية المطاف، سيكون الاختبار، كما ترى جميع الأحزاب، في الانتظام يوم الانتخابات. ستكون نسبة التصويت المفتاح بين التمثيل في الكنيست والذهاب إلى الصحراء السياسية”، لخص أقواله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى