ترجمات عبرية

هآرتس: بدون قوة برية كبيرة ومستعدة، فان الجيش الإسرائيلي لا يمكنه الانتصار في المعركة

هآرتس 24/10/2025، اسحق بريكبدون قوة برية كبيرة ومستعدة، فان الجيش الإسرائيلي لا يمكنه الانتصار في المعركة

ان انتقادي لسنوات لوضع الجيش الإسرائيلي واستعداد الدولة للحرب، لم يكن نابع من السخرية، بل من معرفتي للمنطقة ومن القلق العميق. هدفي هو خلق واقع امني اكثر قوة لمواطني إسرائيل. على أساس المباديء التي اكدت عليها، قمت ببلورة رؤيا شاملة لامن الدولة. حسب هذه الرؤيا يجب علينا تحقيق ردع مطلق واستعداد لكل سيناريو. هذا الامر يمكن تحقيقه فقط بواسطة جيش بري كبير، مؤهل ومدرب، وسلاح جو وسلاح بحرية قويان، وجبهة داخلية وطنية محمية ومستعدة، ومستوى سياسي حكيم ومسؤول.

المباديء الأساسية هي تعزيز وزيادة القوة البرية، بما في ذلك زيادة القوات، الميزانيات والوسائل القتالية، من اجل ضمان القدرة على الحسم في كل ساحة. بدون قوة برية كبيرة ومستعدة لا يوجد حسم. الجيش البري المنتصر يجب ان يكون مؤهل بشكل كامل، وينفذ تدريبات متواترة تتناسب مع التهديدات متعددة الساحات التي نواجهها. هذا الجيش يستحق افضل القادة، لذلك فانه يجب إعادة ثقافة كتابة التقارير الصحيحة والنقد الذاتي للجيش الإسرائيلي. التمسك بالمهمة وقيادة قيمية هما امران حاسمان في كل المستويات.

الجبهة الداخلية يمكن ان تتعرض لآلاف الصواريخ والقذائف في الحرب الإقليمية القادمة، وعلينا ان نكون مستعدين لذلك: نحن بحاجة الى حماية كاملة، منظومات طواريء ومنظومات لوجستية قوية ومتناسقة، وضمان تواصل أداء البنى التحتية الحاسمة. يجب التأكد من ان قوات الامن المدنية – الشرطة والحرس الوطني – مؤهلة ومدربة. عليها ان تكون مستعدة لمواجهة التهديدات الداخلية (مثل اعمال الشغب)، في موازاة معركة متعددة الساحات، وهكذا تفرغ الجيش الإسرائيلي لمهماته الرئيسية.

يجب إعادة الخدمات اللوجستية الجوهرية الى الجيش الإسرائيلي، وتقليص الاعتماد على الشركات المدنية. فقط بهذه الطريقة يمكن ضمان التموين والصيانة والاخلاء السليم تحت النار وفي كل الظروف. التحصين التقني – اللوجستي يجب ان يتمثل أيضا بالتنسيق متعدد الاذرع. على أسلحة البر والجو والبحر ان تعمل بتنسيق كامل، حيث سلاح الجو يكون مستعد لتقديم رد دفاعي على تهديد الصواريخ والمسيرات، الى جانب قدرته الهجومية، بأسلحة متطورة مثل الليزر ومضادات الطائرات متعددة الفوهة وغيرها.

القوة البشرية المقاتلة، الداعمة للقتال، هي الآن موجودة في الازمة الأكبر منذ تشكيل الجيش الإسرائيلي، سواء في الخدمة النظامية أو في الاحتياط. ضمن أمور أخرى، يجب العمل على الدفع قدما بواجب تجنيد كل مواطني الدولة في الجيش الإسرائيلي.

المستوى السياسي يجب عليه تحديد نظرية امنية محدثة، تشكل البوصلة لبناء القوة العسكرية والاستعداد الاستراتيجي. على المستوى السياسي ان يعمل بمسؤولية، شفافية ورقابة دائمة، على الجاهزية العسكرية، و”ليس ان يكون خاتم مطاطي” للمستوى العسكري. هذه المسؤولية يجب ان تتجلى أيضا في اجراءات تعيين الضباط الكبار ورؤساء جهاز الامن. يتوقع من المستوى السياسي ان ينفذ عملية شفافة ومهنية لاختيار قادة الأركان والضباط الكبار، التي ترتكز الى معايير موضوعية وقيمية، وليس الى اعتبارات سياسية أو شخصية.

تطبيق هذه الرؤيا يمكن ان يؤدي الى منظومة دفاع موثوقة ومؤهلة ومركزة، تمنح الامن المدني الحقيقي لمواطني إسرائيل، وتضمن ان يكون الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل مستعدين بشكل كامل وشامل لمواجهة التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجههم.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى