ترجمات عبرية

هآرتس: بالتأكيد توجد لنتنياهو استراتيجية، لكنها عديمة الرحمة

هآرتس – الوف بن – 29/7/2025 بالتأكيد توجد لنتنياهو استراتيجية، لكنها عديمة الرحمة

رفيف دروكر (“بدون استراتيجية”، “هآرتس”، 28 تموز)، قدم تنازل كبير لبنيامين نتنياهو عندما حث رئيس الوزراء على اداء المهمة المفضلة لديه، ركل الكرة بين بتسلئيل سموتريتش والبيت الابيض، العجوز المقطوع الذي “لم يقوموا بايقاظه”، السياسي الذي يركز على “الحفاظ على القاعدة”، وكل ما بقي لا يهمه.

نتنياهو دروكر يطلق في الهواء تصريحات وبالونات اختبار، ويتارجح ويناقض نفسه من اجل قضاء الوقت في منصبه، وهكذا تستمر الحرب من تلقاء نفسها، بدون أي استراتيجية أو اهداف واضحة. هذه طريقة ناجحة وفي ذروتها. 

هذا الوصف يظهر وصف سلبي وغير مشجع لزعيم يصف نفسه بانه مواصل الدرب الجريء لتشرتشل وروزفلت. ولكنه يخدم نتنياهو في تهدئة معارضة قراراته وافعاله. استغلال الفرصة وكسب الوقت لا يعتبر التعبير عن غياب الاستراتيجية، بل تحقيقها في ظروف افضل. في الجبهة الداخلية نتنياهو لم يتوقف لحظة عن مؤامرة تاسيس حكم مركزي بدون كوابح وقيود، حتى لو تقدم ذلك بوتيرة مختلفة حسب الظروف، الى ان قام بتفكيك حركة معارضة حكمه، والمعارضة البرلمانية. اهود باراك (“هآرتس”، 25/7)، كان على حق عندما اعتبر ان هذه حالة طواريء للديمقراطية. ولكن امله في خروج مليون مواطن الى الشوارع واسقاط النظام، يظهر كأمل خيالي في الوقت الذي يقوم فيه نتنياهو بسحق المستشارة القانونية للحكومة ويستخف بالقضاة ويقوم بتعيين شخص مشتبه فيه بالاغتصاب في منصب رئيس لجنة في الكنيست.

ايضا في الحرب يتصرف نتنياهو بطريقة واضحة يسهل تشخيصها رغم الفوضى والاحداث المفاجئة، مثل الكشف الذي احدث الضجة، ان الاشخاص الذين لا يحصلون على الغذاء سيموتون بسبب الجوع، أو سيطورون سوء التغذية. في الشمال وفي الشرق عملت اسرائيل حسب استراتيجية تمت بلورتها والتدرب عليها خلال سنوات: تحييد ذراع سلاح الصواريخ لحزب الله، وبعد ذلك مهاجمة المنشآت النووية في ايران بمساعدة امريكية. نتنياهو انتظر الظروف المناسبة – الى حين تزود حزب الله بالبيجرات المتفجرة، ونشر الجيش الاسرائيلي منظومة الليزر واستبدل النظام في امريكا – واستغل الاخطاء الفادحة للعدو الى ان قام بضربه في ظروف شبه مثالية تقريبا. ولكن خلافا للتخطيط المتشدد في الشمال فانه في جبهة الجنوب املت اسرائيل ان يكون الامر على ما يرام، الى ان تعرضت لسقوط 7 اكتوبر. 

هزيمة حماس ادت بنتنياهو الى اتخاذ القرار الاكثر اهمية في حياته وهو تصفية المجتمع الفلسطيني في غزة ونفيه، كعقاب على المذبحة في بلدات الغلاف، مثلما تم عرض النكبة في الرواية الاسرائيلية كعقاب للفلسطينيين بسبب رفض خطة التقسيم ومهاجمة الاستيطان اليهودي. التنفيذ يتذبذب ويتم تغليفه بتصريحات مشوشة، لكن الافعال واضحة: “الحكومة تسرع الخطى نحو محو غزة”، وحسب الصياغة الدقيقة لوزير التراث عميحاي الياهو فان هذا هو “النصر المطلق” الذي وعد به نتنياهو. 

المؤرخون في 1948 تخبطوا في مسألة ما اذا كانت النكبة هي مؤامرة صهيونية أو أنها عملية تدحرجت بالصدفة، ايضا الباحثون في المستقبل في حرب 7 اكتوبر سيبحثون وينبشون في مسألة ما اذا كان نتنياهو ينوي الترانسفير أو أنه انجر اليه. بعضهم سيعتمدون على الخطوط الاساسية للحكومة الحالية، التي تنص على انه يوجد للشعب اليهودي الحق الحصري “في كل ارض اسرائيل”. ومن اجل الاثبات بان هذه استراتيجية كانت معروفة مسبقا وتعزيز مواقفهم فانهم سيحضرون المذابح وطرد الفلسطينيين في مناطق في الضفة الغربية، التي حدثت في موازاة التدمير في غزة. خصومهم سيشيرون الى لامبالاة نتنياهو ازاء تحذير الاستخبارات ومسؤوليته عن الفشل في 2023 لاظهار، مثل دروكر، ان رئيس الحكومة فقط تارجح وتقلب مثل الزبد في العاصفة. هذا النقاش مثير للاهتمام وبحق، لكن النتيجة على ارض الواقع اكثر اهمية. فهي تكشف عن استراتيجية واضحة وقاسية بتوقيع نتنياهو. 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى