ترجمات عبرية

هآرتس: ايهود باراك لو ولدت فلسطينيا هل تضع آمالك في كابلان؟

هآرتس 9-7-2023، بقلم جدعون ليفي: ايهود باراك لو ولدت فلسطينيا هل تضع آمالك في كابلان؟

يعتقد إيهود باراك أن إسرائيل في “الأزمة الأخطر في تاريخها”. نشر أول أمس مرة أخرى مقالاً لاذعاً في “هآرتس”، كان دراماتيكياً بشكل خاص مع مزيد من علامات التعجب التي هو معتاد عليها. لن تصبح إسرائيل ديكتاتورية! لن نستسلم أبداً! لن نتنازل أبداً! هذا الاحتجاج سينتصر! أصبح باراك منذ بداية الاحتجاج مقاتل حرية نشطاً نتأثر من تصميمه ونقدره.

في الوقت نفسه، لا نستغرب من تصميمه وجرأته، كيف يمكن لسياسي وعسكري إسرائيلي له سجل كهذا (رئيس أركان ورئيس حكومة ووزير دفاع سابق) أن يتحدث بهذا القدر الكبير عن الديمقراطية وألا يفهم شيئاً عنها، كيف يمكن لباراك أن يتجرأ على التحدث عن الديمقراطية ويغض النظر عن الوضع غير الديمقراطي في ساحة دولته الخلفية، وبل والحقيقة الخالدة التي شارك في تشكيلها بدرجة لا تقل، وربما أكثر، عن اليمين. سياسي إسرائيلي مثل باراك غير مخول بالتحدث عن الديمقراطية ما دام يتحدث عن الديمقراطية لليهود فقط.

قبل 25 سنة بالضبط وقبل بضعة أشهر على انتخابه لرئاسة الحكومة، سألته في مقابلة أجريتها معه: “لو ولدتَّ فلسطينياً، كيف ستكون حياتك؟”، رد بجواب وحيد وحقيقي: “أتخيل بأنني لو كنت في الجيل المناسب في مرحلة معينة، لانضممت إلى أحد التنظيمات الإرهابية”. قدرته على هذا الجواب وعلى النتائج الناجمة عن ذلك. بعد عشر سنوات على ذلك، قاد باراك بصفته وزيرا للدفاع آنذاك عملية “الرصاص المصبوب”، وهو الهجوم الأكثر بربرية لإسرائيل على قطاع غزة والذي خلف 1385 قتيلاً فلسطينياً، أكثر من نصفهم مواطنون عاجزون، من بينهم 318 طفلاً و109 نساء و248 شرطي سير. هذا الهجوم البربري كان رقماً قياسياً آخر في الحكم العسكري الاستبدادي لإسرائيل على الشعب الفلسطيني. باراك هو الذي أشرف على العملية ولا يمكن نسيان ذلك.

لكن إضافة إلى يديه الملطخة بالدماء، وهناك مثل هذه الأيدي لكل رجال الجيش ومرسليهم، وإضافة إلى محاولته الفاشلة للتوصل إلى حل سياسي، التي عرض فيها على الفلسطينيين أقل بكثير مما نصت عليه قرارات المؤسسات الدولية، فإن وزير الدفاع السابق في حكومة بنيامين نتنياهو أصبح بعد ذلك أحد الشخصيات الرفيعة في احتجاج 2023.

 هذا فصل آخر في سيرة باراك المبجلة التي يحصل الآن بسببها على الاحترام والتقدير. ولكنه أحد كبار المخادعين في هذا الاحتجاج. فتماهيه للحظة مع الشباب الفلسطينيين الذين يحاربون الاستبداد العسكري الذي يسمى إسرائيل، نسيه منذ زمن.

حقيقة أنه لا توجد ديمقراطية ما دام هذا الاستبداد موجوداً، تم كنسها منذ زمن من وعي الإسرائيليين. باراك وأمثاله هم الذين تسببوا في ذلك، هم الذين مكنوا من هذا العرض العبثي الذي مكن الناس من الخروج إلى الشوارع بحماسة والنضال من أجل الديمقراطية لأبناء شعب واحد والشعور براحة في دولة يعيش فيها شعبان متساويان من حيث الحجم، دولة أبرتهايد.

نقرأ أقوال باراك ولا نصدق: ديمقراطية نموذجية سيتم تدميرها على يد نتنياهو وأصدقائه. ونظام المساواة والحرية الذي ميز إسرائيل ربما يتحطم على يد مجرمي اليمين. وديكتاتورية على الباب. ثم يلخص: “هذا هو النضال الأهم الذي شاركنا فيه طوال حياتنا”. وهناك جملة أخرى مباشرة من فم العسكري المقدر جداً: “هذا هو وبحق النضال الأكثر أهمية الذي شاركتم فيه. إنكم هربتم من النضال المصيري وبحق، جبناء أبناء جبناء وأنتم تواصلون الهرب. ليس لديكم الشجاعة أو الاستقامة المطلوبة من أجل النضال المصيري. إنكم تحاولون التغطية عليه في كابلان. تهربون منه معاً. اليسار مثل اليمين تماماً”.

لو ولدت كفلسطيني، يا إيهود باراك، هل كنت ستذهب إلى كابلان؟ وهل كنت ستعلق الآمال على كابلان؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى