ترجمات عبرية

هآرتس: ايزنكوت هو المفتاح، لكن هل هو يرغب في ذلك حقا

هآرتس – رفيت هيخت – 15/8/2025 ايزنكوت هو المفتاح، لكن هل هو يرغب في ذلك حقا

هناك اجماع نادر سائد بخصوص ميزات غادي ايزنكوت. هو بالفعل الصورة المعاكسة الإيجابية لبنيامين نتنياهو. فهو شخص نزيه، موضوعي وعملي، يكره الكذب ويبتعد عن المؤامرات. بعد سنوات من حكم نتنياهو فان اختياره سيكون ليس اقل من صعود طوباوي على التخلص من سنوات الزعرنة والمناكفة والسخرية.

أهمية ايزنكوت للمعسكر الديمقراطي، الذي يحارب من اجل الهيمنة على الخمينية اليهودية والفاشية والكهانية، هي كبيرة بنفس القدر اذا لم يكن اكثر. ايزنكوت هو مفتاح هذه الكتلة. هل قراره ان يكون رقم 2 في قائمة نفتالي بينيت مع توسيع تحالف إسرائيلي جديد، أو رقم 1 في قائمة يئير لبيد ويئير غولان في جبهة ليبرالية واسعة، سيكون الخطوط العامة للكتلة قبل الانتخابات القادمة في حالة اجرائها، ونطاق جمع الأصوات في الكاتلة. تصعب المبالغة بأهمية جمع الأصوات في بناء الكتلة: غياب التقصير في الانتخابات السابقة حكم على المعسكر الديمقراطي بنقص التمثيل السياسي الكارثي، الذي نغص عليه وصادر منه أي سيطرة او تاثير على ما يجري فيه وفي موارده.

على خلفية كل ما تقدم فان السلوك السياسي لايزنكوت حتى الان، او للدقة، غياب هذا السلوك، يثير الخوف. يمكن الاكتفاء بالشعار التلقائي الذي يتمتم به كل مستشار سياسي، وهو “حتى الانتخابات لا توجد أهمية لأي ارتباط او عملية” والخ. يمكن أيضا ان نفهم الحسابات التكتيكية التي يسير بحسبها كل اللاعبين، التي في اطارها كل كيان يقيم لنفسه آلية مستقلة من اجل ان يزيد اهميتها في الارتباطات المستقبلية. 

لكن إزاء الواقع والتغيرات الرهيبة التي تحدث فيه الان فان السلبية والتقاعس العلني لايزنكوت تعكس مقاربة غير قيادية: في نهاية المطاف حياة البشر تتم التضحية بها الان بشكل متعمد (المخطوفين، الجيش مجبر على خدمة سياسة اقلية متطرفة في حرب ليس لها تاييد من قبل الجمهور، ورئيس الأركان، مثل كل الموظفين ومن يخدمون الجمهور الذين لديهم ادنى قدر من النزاهة، يمر بحملة إهانة، والانتخابات، رغم توقيتها، بعيدة عن ان تكون مؤسسة آمنة يمكن الثقة بها، والسيطرة الكاملة على جدول الاعمال توجد في يد رئيس الحكومة. 

ربما عدم الرغبة او عدم القدرة على التالق في الميدان والتخلص من الهراءات السياسية هي “جزء من المنتج” الذي يمثله ايزنكوت. ولكن في مواجهة احد اذكى واكثر اللاعبين السياسيين خبرة وشرا في العالم الان، فانه لن تكفي اللغة الرسمية والمترددة، مثل لغة معهد دراسات الامن القومي، وتجنب متوارع للتدخل السياسي الحقيقي. هذا يشكل استمرار مباشر لانضمامه الفاشل للمعسكر الرسمي. 

محظور النزول الى اللغة البيبية والسلوك الهستيري لنتنياهو ومحيطه واشخاص مثل ياريف لفين، لكن الهيبة المقدسة التي يحيط بها الجنرالات السابقون انفسهم هي جزء من العمى المتغطرس، الذي سينهار مرة تلو الأخرى امام الواقع. الحياة السياسية ليست التسلسل الهرمي المريح للجيش الإسرائيلي. بعد نتنياهو وظهور البيبية والكهانية فان هذه لم تعد نفس الدولة ونفس الجغرافيا ونفس الصياغة. ان إزاحة نتنياهو المهمة المطروحة الأصعب والأكثر تعقيدا على كل من يدعي انقاذ إسرائيل من الدمار. 

أخطاء بينيت، غولان ولبيد، يمكن احصاءها في قائمة منفصلة. هناك قاسم مشترك بينهم، وهو الرغبة في ان يكون كل واحد منهم هو الرقم واحد. لقد تم تعليق على بني غانتس في بداية الطريق أمل كبير. غانتس، الشخص الجدير الذي دائما رأى امامه مصلحة الدولة، اكتشف انه مصنوع اكثر ليقود في الاستطلاعات عندما يريد البيبيون اللعب مع معبودهم، وليس حقا يريدون استبداله. 

السؤال الرئيسي الذي يجب على ايزنكوت ان يساله لنفسه هو هل هو يريد اصلا. هل يريد حقا، واذا كان يريد فان ذلك لا يمكن ان يكون بهذه الطريقة، خاصة امام شخص مثل نتنياهو.


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى