ترجمات عبرية

هآرتس: انتهى عهد الضباط السياسيين، الزي الرسمي كان عبئاً

هآرتس 2/7/2023، أمير أورن: انتهى عهد الضباط السياسيين، الزي الرسمي كان عبئاً

منذ أن قُدمت للمحكمة المركزية في القدس لائحة اتهام عنوانها “دولة إسرائيل ضد بنيامين نتنياهو، يبذل المتهم قصارى جهده ليثبت أن القطع النقدية التي تسولها من هذا الغني أو غيره يوجد وجهان. أردتم الدولة ضد نتنياهو؟ ستحصلون على نتنياهو ضد الدولة.

وما هي الدولة إن لم تكن مجتمعاً وقوانين ومؤسسات والتي ضدها جميعاً الأكثر فاعلية هو أن تعمل من أعلى. إذاً يجب التحقيق مع المحققين وحل النيابة العامة، وطعن المستشارين وصفع رجال الشرطة وتقطيع الضباط. من المخيف التفكير أن شخصاً كهذا يسيطر أيضاً على لجنة الطاقة النووية، لأن من كانوا فيها والذين وقعوا على عرائض ضده ما كان من شأنه أن يغضبونه ويجعلونه يتجاوز آخر الحدود.

الفأس الأكثر حدةً يرفعه نتنياهو، أحياناً بنفسه، وأحياناً بواسطة ابنه أو بردوجو على الجيش الاسرائيلي. جيش الدفاع الاسرائيلي اضطر للدفاع عن نفسه من رئيس الحكومة. هذا وضع جنوني في وقت حرب. من يسعى إلى تدميرك وتخريبك خرج ضدك.

ونظراً لأن رئيس الأركان وجنرالاته مسؤولون حقاً، كل واحد في قطاعه عن فشل مهني لا يغتفر – والذي لا ينتقص من مسؤوليته الشخصية، الشاملة والعليا لنتنياهو، فإنه آخر من يجدر بهم تقديم المواعظ لغيرهم- النتيجة المتراكمة للسابع من أكتوبر، والشهور التي سبقته في الانقلاب النظامي والشهور التي تبعتها، هي أنه انتهت الفترة الانتقالية من رئيس الأركان إلى قمة الهرم السياسية. الوزراء وخاصة اولئك الذين يتطلعون لرئاسة الحكومة يمكنهم أن يهدأوا: لا يوجد أي رئيس أركان، حالي أو في المستقبل، سيهدد أولويتهم في تولي هذا المنصب.

لن يكون هنالك أمثال ديان، ألون ، رابين، فايتسمان ويادين، شارون وباراك. ولا حتى في الصف الثاني بارليف، غور، رفول، مردخاي، شاحك، فيلنائي، نتسناع، موفاز، عامي أيلون، يعلون، أشكنازي، غانتس، غالنت، أيزنغوت. وفي الصف الثالث فؤاد بن اليعيزر. عضو كنيست مخضرم نصح في أحد المرات رئيس الأركان الذي خلع الزي العسكري أن يحضر زيه العسكري المزين بالأوسمة إلى الكنيست، عندما يصل إليها للمرة الأولى. الآن هذا أصبح أمراً زائداً. هذا الزي العسكري لم يعد يثير الانطباع بالعكس، أمس كانت تمثل سحراً، اليوم هو لطخة. الشيء الفاخر أصبح قبيحاً.

بن غوريون رأى في قادة حرب 1948 والذين تماهوا مع مباي أقلية مقابل قادة البلماخ المخلصين لمباي، هو ثروة يمكن استخدامها في وقت الانتخابات ولكن ليس ذخراً للقيادة السياسية. استثناءاً من ذلك كان ديان، الضابط الكبير الأول والذي أدخله حزب السلطة إلى الحكومة.

ديان انطلق مرتين محلقاً مزوداً بهالته كرئيس للأركان في عملية قادش (سيناء). في البداية في الانتخابات الأولى بعد انتهاء منصبه بكونه ابن 44 عام أصغر من بن غوريون ب 3 عقود، كان جاذباً لجيل 1948 وعمليات الثأر ومعركة سيناء؛ وثانية في ازمة أيار 1967 ليكسر التعادل المتردد في حكوم إشكول. فجأةً وبعد عقد رمادي، والذي جذر في الوعي المدني الرأي القائل بأن الخدمة الدائمة هي ملاذ الشخص المتوسط الذي لن ينجح في مهنة أخرى، كانت ما زالت عهداً جديداً لتقدير الأكتاف المتزينة بالرتب العالية. إن نجاح ديّان خلق أجساماً مضادة ساعدت ضباطاً آخرين في أن يستوعبوا في قمة الهرم السياسي (بارليف) أو أن يستخدموا هذا التهديد لدى الخصم من أجل أن يحظوا بترقية عسكرية (شارون الذي قال لبنحاس سابير أنه بدون تعيينه كقائد منطقة سوف يستقيل وينضم إلى بيغن في حاجة). نجاح محدود الضمان جداً، داخل إطار قائم. عندما تنافسوا في قوائم مستقلة، حصل ديان، شارون وعيزر فايتسمان فقط 2-3 مقاعد في الكنيست، أقل من نسبة الحسم اليوم.

سنوات الذروة للفخامة العسكرية كانت قصيرة جداً، ما بين حزيران 1967 وأكتوبر 1973، في اثنائها غطت الرقابة على كامل مسؤولية الضباط الكبار عن فشل سفينة سلاح الجو إيلات والكرامة وحرب الاستنزاف. في حرب يوم الغفران تعلم بارليف العبرة التي يتعرض لها الآن أفيف كوخافي: الإرث يرتبط بالورثة. خط بارليف سقط لدى دودو ومعه أيضاً سمعة رئيس الأركان السابق. كوخافي لا يمكنه أن يثبت أن تحت امرته كان الجيش الذي أورثه لهرتسي هليفي كانون الثاني في العام الماضي، كان بإمكانه إحباط وجود حماس. 

الفشل في يوم الغفران أنسى ديّان ظروف تعيينه وزيراً للدفاع. أنا؟ رجل عسكري؟ هذا سوء فهم. لقد اختلط الأمر عليكم. صحيح أنني جنرال متقاعد، ولكن كان هذا الامر منذ أمد طويل، من يتذكر، ما علاقة هذا.

رئيس الأركان الثاني يدين، والخامس ليسكوف أثناء وجودهما في لجنة أجرانات، سمعا من رئيس الأركان الرابع ديّان تساذجاً طويلاً في الإجابة على سؤال هل وزير الدفاع ليس من شأنه أن يحسم في مشاكل عملياتية: “ليس لدي المعلومات ولا الآلية ولا المسؤولية عن هذا” قال ديان متواضعاً (والكلمة المفتاحية هي بالطبع “المسؤولية”). “لم يتم إعطائي الصلاحيات من أجل هذا. لقد تم اختياري لأكون وزيراً للدفاع في اختيار سياسي لحزب معين ولأغراض معينة، ومن خلال اعتبارات معينة وهذا كان يمكن أن أكون أنا أو شخص آخر. أنا كائن حي سياسي، أو شخصية سياسية، ولست الشخص رقم 1 في دولة إسرائيل من الناحية المهنية، للتعامل مع هذا الأمر”.

وواصل ديّان قوله “ليس لديه المعلومات، من أجل الحسم في هذه الأمور يجب عليه الاستعداد، أنا مشغول 5-6 أو حتى 7 أيام في الأسبوع في جلسات الحزب وفي جلسات الحكومة، في الكنيست وفي جولات، من أجل أن تقرر هل يجب مهاجمة القناة من النقاط المحصنة أو من على بعد 10 كيلومتر، بعد ذلك يجب علي أن أجتاز دورة للمدرعات مثلما اجتازها اريك شارون وأن أتعلم هذا و القيام بمناورات وتجريب هذا وبعد ذلك إذا اعتقدوا أنني جنرال ناجح حينئذ سيهتمون بذلك، وإذا اعتقدوا اني جنرال غير ناجح سيكون لدي رأي من بين 240 رأي آخر في الجيش الاسرائيلي لدى كل الضباط”

وبالإضافة لمزاياه المحددة كجندي والتي لن تزيد أو تنقص، ادعى ديان أنه ليس لديه هيئة أركان -هو فقط وزير، الشخص المنفرد في وزارة الدفاع. لا رئيس أركان ولا قائد منطقة، ولا رئيس قسم أو قائد ذراع. من هنا فإن ماضيه العسكري ذو الصورة الإيجابية يعزز حقيقة أن الحكومة السابقة سحبت أحد الجنرالات وعينته رئيساً للأركان، والذي تسرح فيما بعد ووصل بنفسه إلى الحكومة، هو بطاقة عمل مزورة. وزير الدفاع هو المشرف من قبل الحكومة على تدريب الجيش وهو المسؤول أمام الكنيست ولجنة الخارجية والأمن والجمهور، ولكن السر المحزن والذي أطلع ديّان عليه لجنة أغرانات، في رغبته الهروب من العقاب، كان أنه لا يوجد محتوى في المظروف.

رغم الفجوة بين الصورة والواقع، حقيقة أنه أحياناً يتولى شخص متقاعد كان رئيساً في هيئة الأركان (رابين، باراك، شارون) رئاسة الحكومة، مع حقيبة الدفاع أو بدونها- خاف السياسيون من المنافسة، وسنوا 3 سنوات من التجميد للضباط الكبار في الجيش والشرطة ورؤساء الشاباك والموساد. النتيجة العملية كانت معدومة، مقارنة بالوضع السابق، لأنه باستثناء ترقية موفاز خلال شهور من رئيس للأركان إلى وزير للدفاع، فإنه لم تكن حقيبة الدفاع بالنسبة للضباط الذين جاؤوا بعده إلى حزب السلطة الحقيبة الأولى في نظره. يعلون بدأ من وزارة الاستراتيجية، التي تم اختراعه من أجله اوغالنت بدأ بالتعليم، مثل ديّان وشارون اللذان بدآ بالزراعة، أو فايتسمن الذي بدأ بالمواصلات قبل التجميد.

أحد جنرالات الماضي القريب قال مؤخراً أنه سيفيد الجيش الاسراائيلي، في نهوضه وتعافيه الصعب من الفشل والحرب أن ينعش نفسه بالتخلي عن المظليين (يعلون، غانتس، وكوخافي وهليفي) وأن يعيد تأهيل نفسه كرجل مدرعات مثل زامير مع قائل لسلاح البر مثل تامير يدعي كنائب له والذي يتم تعيينه كرئيس للأركان بعد حوالي عامين، يدعي هو صاحب معرفة وصلابة وعمق، ووراءه ارث شعبي وهو غير متورط في السابع من أكتوبر وضليع في اروقة السلطة، منذ التشكيلة القديمة لهيئة الأركان ووزارة الدفاع، كرئيس لمكتب نواب رئيس الأركان فلنائي وموفاز وهو الوحيد الذي ممكن تصوره كسياسي في نهاية هذا العقد أو في بداية العقد المقبل، نموذج محسن ومحدث لغابي أشكنازي الذي كان في بداية العقد الماضي مصدر خوف نتنياهو الأبرز. أمر لا يصدق لكنه مضمون: بحلول ذلك الوقت، سياسياً وقانونياً وطبياً – لن يكون نتنياهو موجوداً هناك لينقض على الجيش الاسرائيلي.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى