هآرتس: انتظار، انقضاض، فوضى.. توثيق مراكز توزيع الغذاء من الجو ومن البر

هآرتس – بار بيلغ – 30/7/2025 انتظار، انقضاض، فوضى: توثيق مراكز توزيع الغذاء من الجو ومن البر
في الفيلم يظهرون بالتدريج وراء الافق وهم يركضون. في البداية اشخاص قلائل وبعد ذلك الجموع. الشباب يصلون في البداية. الجميع يحملون اكياس. منظمون يرتدون سترات زرقاء وعلى وجوههم اقنعة ويتحدثون معهم باللغة العربية. “اليوم لا يوجد سكر أو طحين”، قال احدهم. الشمس لم تشرق بعد.
في فيلم آخر عدد كبير من الاشخاص يمرون بين الرزم، بعضهم يقفزون فوق اكوام التراب. شاب مسرور يرقص وهو يحمل صندوق كتب عليه “بصل مميز” ويضحك للكاميرا. “شكرا امريكا” قال. وراءه جموع تبحث عن الطعام، على الارض مرمية رزم صندوق المساعدة لغزة. مواطنون يفكون الرزم بشكل محموم ويدخلون السلع الى اكياسهم. آخرون يحملون رزم كاملة على الواح خشبية أو على دراجات.
في الخلفية يسمع احيانا صوت اطلاق نار، من بعيد ومن قريب. الفوضى تسيطر على كل شيء. بين حين وآخر يسمع المنظمون وهم يطلبون تخصيص رزمة لشخص معين، ولكن لا أحد يسجل من الذي حصل عليها، في الاصل لا توجد للمنظمين أي فرصة لهذا التسجيل أو أنهم لم يرغبوا في ذلك. في احد الافلام يشاهد شخص يرتدي نظارة وهم يتوجه الى المصور بصوت مخنوق. الطعام نفد، وهو يتوسل من اجل الحصول على المساعدات. “أنتم الافضل في العالم. حماس تخيف عائلتي. يا امريكا، ساعديني من فضلك، اعطيني رزمة طعام واحدة فقط. واذا لم تكن توجد رزمة فاعطوني مئة شيكل”.
الافلام التي وصلت الى “هآرتس” تم توثيقها في غضون اسبوعين في نهاية ايار وبداية حزيران في احد مراكز التوزيع التابعة لصندوق المساعدة لغزة قرب خانيونس. الموثق هو انطوني اغلار الذي كان في السابق في القوات الخاصة الامريكية، والذي تم استئجاره ليكون مقاول حماية ومدير عمليات في اطار احدى شركات المقاولة التي استأجرها صندوق المساعدة لغزة من اجل حماية مراكز التوزيع. هم يعززون شهادات “هآرتس” في الاسابيع الاخيرة حول الظروف التي يوزع فيها الغذاء على سكان غزة في مراكز التوزيع، اغلار وثق في الافلام الايام الاولى لافتتاح المراكز التي كانت الايام الاكثر دموية. حسب بيانات وزارة الصحة في غزة فانه اثناء خدمة اغلار قتل في طريق الحصول على المساعدات 230 شخص واصيب المئات.
في هذا الاسبوع قرر اغلار تقديم شهادته بوجه مكشوف لعدد من وسائل الاعلام، من بينها “هآرتس”. الشركات التي شغلته تريد تشويه مصداقيته، لكن الافلام التي صورها وتم تحليلها من قبل الباحثين في “اكتف انفو” من اجل التاكد بأنه تم تصويرها حقا في المراكز المذكورة في غزة، تم توثيق ملصق لمراكز التوزيع وما يحدث فيها، وتصعب مناقشة مضمونها.
“كل عملية توزيع في المكان تستمر 8 – 11 دقيقة. هذا سريع جدا، فوضى. عندما كنت هناك سميت ذلك اولمبياد غزة، لأنه عندما يفتح الجيش الاسرائيلي حاجز الامن ويسمح للسكان بالوصول الى المركز، تكون هناك ببساطة عملية ركض جماعية، والقوي هو الذي يبقى. من يصل أولا يحصل على المساعدة”، قال اغلار للصحيفة في محادثة من واشنطن. “معظم الوقت النساء والاطفال لا يحصلون على أي شيء. جميع الصناديق توجد في مكان واحد، في كومة كبيرة. هذا ببساطة حرب جماعية فوضية على الطعام”.
حسب قوله فانه هكذا اديرت مراكز التوزيع من اليوم الاول. “هكذا كان الامر من البداية وما زال”، قال. “مرات رأيت ان كل الطعام نفد خلال 6 دقائق. لو انني لم اشاهد ذلك لما كنت صدقت. هذه حرب بقاء فوضوية. ذعر مطلق. كل الطعام ببساطة اختفى”.
فشل مزدوج
وصف بديل لـ “اولمبياد غزة”، قال البروفيسور يعقوب جارد من جامعة بن غوريون والذي تابع اقامة مراكز المساعدة بواسطة صور الاقمار الصناعية. “هذا الامر يشبه جدا اطعام حيوانات خطيرة في حديقة الحيوانات”، قال للصحيفة. “انت تضع الطعام وتفتح الباب وتبتعد”.
احداث التوزيع نفسها هي فوضوية وسريعة، الى درجة انه من النادر التقاطها بالقمر الصناعي. ورغم ذلك في الاسابيع الاخيرة نجحت عدسات بلانيت لابس في توثيقها اثناء دورانها في الفضاء على بعد 500 كم عن الكرة الارضية. هذه الصور توفر زاوية اخرى، حتى لو كان يصعب مشاهدتها، عما يحدث في مراكز التوزيع.
في صباح 13 تموز مثلا، وثق القمر الصناعي سكاي سات، الذي مر فوق جنوب القطاع، آلاف الغزيين الجائعين الذين يستعدون للانقضاض على مركز التوزيع اس.دي.اس2. والذي يسمى ايضا “الحي السعودي”، وهو احد المركزين في شمال غرب الانقاض التي بقيت من مدينة رفح، من اجل مئات آلاف النازحين في المواصي. مركز توزيع ثالث، اس.دي.اس3، اقيم على بعد بضعة كيلومترات شرقا على طول محور موراغ من اجل سكان شرق خانيونس، ومركز آخر، اس.دي.اس4، اقيم في محور نتساريم من اجل سكان النصيرات ودير البلح.
المسافة بين مدينة الخيام الكبيرة في المواصي ومركز التوزيع في الحي السعودي تبلغ 2.5 كم. في صور الاقمار الصناعية تظهر مجموعة من الغزيين وهي تنتظر في نقطة تفتيش على بعد بضعة مئات الامتار جنوب مخيم اللاجئين. وعلى بعد كيلومتر من هذه المجموعة كانت مجموعة اشخاص آخرين يختبئون وراء اكوام من التراب. هناك قبل هجوم حماس في 7 اكتوبر كانت توجد هناك دفيئات زراعية. وعلى بعد بضع مئات الامتار نحو الجنوب عند مركز التوزيع، تقف على جانب الشارع عدة مصفحات للجيش الاسرائيلي.
نقطة التوزيع نفسها فارغة تماما. في المركز صناديق المساعدات تنتظر فوق الالواح الخشبية بانتظار آلاف الجائعين. بعد خمسة ايام من ذلك، قبل الثالثة والنصف بعد الظهر بقليل، وثق قمر صناعي آخر مجموعة من الاف النقاط السوداء التي تغطي النقطة بالكامل. الجائعون وصلوا الى مركز التوزيع.
اول امس نشر صندوق المساعدة لغزة بيانات تقول بان 95 مليون وجبة طعام تم توزيعها حتى الان. وهو ينجح في توزيع مليون وجبة كل يوم. ولكن حسب منظمات الاغاثة وخبراء التغذية الذين يتابعون ما يحدث في غزة فان هذا الحساب مضلل بعدة طرق.
اولا، حتى لو كانت توزع حقا مليون وجبة في اليوم فان حساب بسيط يظهر ان الامر يتعلق باقل من سدس الوجبات التي يحتاجها سكان القطاع الذين يبلغ عددهم 2.1 مليون شخص. ثانيا، لا يقل اهمية، الحديث حقا لا يدور عن مليون وجبة. في الصندوق يعتمدون على حساب يقول بانه من كل صندوق يزن 16 – 18 كغم، فيه أرز، معكرونة، صحينة، ملح، زيت، حمص أو عدس، يمكن استخراج 57.5 وجبة. اذا حسبنا ثلاث وجبات لـ 5.5 شخص لمدة 3.5 يوم.
لكن هذا الحساب يقوم على جهاز منظم للتوزيع فيه كل رب عائلة ياخذ صندوق كل 3 ايام ونصف. وانه يوجد للعائلة الوسائل لتخزين وحماية وطبخ الطعام. في الوضع القائم في القطاع الذي فيه 90 في المئة من السكان هم نازحون، بدون كهرباء أو غاز الطبع والنقص الشديد للمياه الصالحة، فان القدرة على اعداد وجبات من هذه الصناديق ضئيلة.
هذه فقط مشكلة من مشكلات طريقة التوزيع، كما توضح نظرة خاطفة على الافلام التي وثقها اغلار، أو على الافلام التي وثقها الفلسطينيون. فمن ينجح في الحصول على الطعام هم تقريبا فقط الشباب، ومن يحتاج الى الطعام اكثر من الجميع هم الاطفال الصغار والنساء المرضعات والمرضى وكبار السن، هؤلاء بصعوبة ينجحون في الحصول على الطعام. فقط في الاسبوع الماضي، في اعقاب انتقاد هذا الامر، حدد رجال الصندوق للمرة الاولى وقت توزيع مخصص للنساء والاطفال.
مشكلة جوهرية اخرى في طريقة التوزيع، النية الاصلية للمخططين هي ان ياخذ السكان الصناديق المغلقة ويذهبون الى عائلاتهم، هناك هم سيطبخون المواد وياكلون. هكذا لن ينتج سوق طعام وحماس لن تستطيع جباية الضرائب من التجار.
لكن عمليا لم يحدث أي شيء من ذلك. بسبب الصعوبة في السير بضعة كيلومترات على الرمال وانت تحمل صندوق يزن 18 كغم بين يديك، بدأ سكان غزة يتزودون بالاكياس، ويفككون الصناديق في مراكز التوزيع. حسب البروفيسور جارد فانه في الصور الجوية يمكن رؤية اكوام من القمامة التي تكدست في المراكز بعد فتح مئات آلاف الصناديق.
بسرعة تبلورت مجموعات من منظمات من الشباب بدأت في جمع السلع الثمينة من الصناديق وبيعها باسعار مرتفعة. في التوثيق التي وصل “هآرتس” يظهر هؤلاء الشباب وهم يبيعون سلع المساعدات في سيارة تندر. وهكذا فشل الصندوق ليس فقط في منع الجوع، بل ايضا في منع خلق سوق طعام بحيث تستطيع حماس الاستفادة منه.
في احد توثيقات اغلار، التي نشرت ايضا في وكالة إي.بي، يظهر القاء قنابل الصوت بين الجمهور. ورجال حماية من يو.جي.اس هم الوحيدون الذين يقفون قرب السكان، وفي توثيقات اخرى يظهرون وهم يحملون قنابل صوت.
في فيلم اخر تسمع ضجة كبيرة لاطلاق نار قرب مركز التوزيع، هناك يتم حشر الجمهور في عنق الزجاجة التي تؤدي الى المخرج. في الخلفية كان شخص ينادي “ممنوع! ممنوع!”، ويامرهم “يجب على الجميع اخلاء المكان، ارجعوا الى الخلف”. في توثيق اخر يسمع لدقيقة ونصف اطلاق حوالي عشرين صلية الى ان يخلي الجمهور المركز.
في الجيش يوضحون انه منذ النشر في “هآرتس” حدثت تغييرات هيكلية في المراكز وفي طريقة الوصول اليها، وفي الاوامر ايضا. في الفترة الاخيرة احداث اطلاق النار على طالبي المساعدات تم الابلاغ عنها في شمال القطاع فقط، وليس في مناطق مراكز التوزيع. مع ذلك، حادثة الموت الجماعي الاخيرة التي ابلغ عنها في تموز كانت في مركز التوزيع في خانيونس، حيث تم دهس واختناق 20 شخص. في جي.اتش.اف اتهموا حماس بهذه الحادثة وقالوا بانه وجدت في المركز حالة من الذعر بعد تهديد احد اعضاء حماس عامل في الصندوق. في اعقاب الوضع الانساني المتدهور في القطاع والانتقاد الدولي الصعب، اعلنت اسرائيل عن فتح مسارات توزيع اخرى – مسارات انسانية – تسمح فيها بالانتقال الامن لمئات شاحنات المساعدات التي تنتظر الان في القطاع، مسارات برية، ستمر فيها شاحنات المساعدات من الاردن ومصر، مسارات جوية ستستخدم لانزال رزم المساعدات.
الى جانب توزيع المساعدات “الممأسس”، في الاسبوع الماضي انتشر في مصر تريند جديد في تك تك، وهو ارسال زجاجات مليئة حتى النصف بالارز أو العدس في مياه البحر المتوسط، على امل ان تحملها الامواج الى القطاع. حسب افلام من غزة فان بعض هذه الزجاجات ربما وصلت هدفها. الاسهام الغذائي لهذه الزجاجات صفر بالطبع، ولكن هذه الموضة هي احتجاج رمزي ضد التجويع. ولكن حسب اقوال الخبراء فان انزال الطعام من الجو الذي تمت تغطيته اعلاميا من قبل اسرائيل هو مفيد بنفس الدرجة. كمية الطعام التي تلقى من الجو في كل طلعة تساوي حمولة شاحنة، ومثلما في مراكز صندوق المساعدة لغزة فان هذا الطعام ايضا سيصل الى من يقدر على الركض واختطافه، أي الاقوياء جدا، وايضا لا توجد شروط لتخزين هذا الطعام وحفظه وطبخه.
حسب الخبراء فان الحل الوحيد لمشكلة الجوع في غزة ليس في الزجاجات أو الطائرات، بل اعطاء فرصة للمنظمات الانسانية والتجار الخاصين بادخال كميات كبيرة من الطعام والمساعدات الطبية والعمل بحرية في القطاع، من اجل اعادة تشغيل المخابز والمطابخ الجماعية وفتح مراكز تغذية للاطفال، والقيام بتسجيل منظم للعائلات المحتاجة والبدء في ترميم شبكة المياه والنظافة.
في احد افلام اغلار، جمهور كبير يقف وراء حاجز اقيم من طاولات فارغة. وراءه شروق شمس وردي وبرتقالي يرتسم في السماء. “يا شباب، الامر انتهى”، قال احد الحراس الامنيين. الفجر يظهر على وجوه عشرات الاف الاشخاص خائبي الامل.
من وراء المنظم يوجد مسلحون من رجال يو.جي.اس، شركة الحراسة الامريكية. “لقد حان الوقت للذهاب، تعالوا في الغد”، قال المنظم. السكان يقفون امامه بهدوء وهم يحملون اكياس فارغة. لا يوجد أي ذكر للفوضى التي كانت هنا قبل ذلك. الآن لم يعد يوجد أي شيء يؤخذ، أو أي شيء يتم الصراع عليه. في الغد مرة اخرى سيحاولون حظهم، سينقبون بين الصناديق والبضائع في محاولة احضار الطعام للبيت. فقط البقاء للاقوى.
في اطار تاكيد اقوال اغلار تم ارسال هذا الفيلم الى شركة جي.اتش.اف، مع الافلام الاخرى التي ظهرت في المقال. ليس فقط انهم في صندوق المساعدة لغزة لم يشككوا في مصداقية الافلام، بل الشركة استخدمت الفيلم الاخير في منشوراتها، التي استهدفت اظهار الى أي درجة مراكز التوزيع منظمة مقابل سرقة شاحنات الامم المتحدة. بعد تقديم اعتراض “هآرتس” تم شطب المنشور وقالوا في الشركة ان الفيلم تم نشره بالخطأ، بسبب خطأ تقني لاحد العاملين.
رد شركة جي.اتش.اف: “بالطبع، الجمهور تدفق الى مراكز توزيع المساعدات. الحديث يدور عن مساعدات ادخلت بعد ثلاثة اشهر من الحصار. نحن توقعنا احداث كهذه وقمنا بالاستعداد وفقا لذلك. طالما أنه لم يتم تحقيق الامن الغذائي في غزة فان أي محاولة لتوزيع المساعدات ستكون مرفقة بمثل هذه المشاهد. من تجربتنا يتبين انه عندما يتحسن الوضع الغذائي ايضا النظام في الطوابير يتحسن. وعندما يتدهور الوضع فانه هكذا يكون السلوك على الارض. هل يمكن توقع أي شيء آخر؟.
“الافضلية الاولى لنا كانت وما زالت اطعام الناس بطريقة امنة، وهذا بالضبط هو سبب اتخاذ وسائل تفريق الجمهور التي استهدفت فقط تقليل الاكتظاظ الذي يعرض الحياة للخطر. أي ادعاء يقول بان المواطنين اصيبوا على يد رجال طاقم جي.اتش.اف هو ادعاء كاذب. نحن ندرك ادعاءات السيد اغلار، وفي اللحظة التي عرفنا فيها عن ذلك فتحنا ملف تحقيق على الفور. الآن لدينا ادلة قاطعة بأنها غير صحيحة، وان السيد اغلار قام بتزوير وثائق وتصريحات، التي ارسلها الى وسائل الاعلام.
لقد اوضحنا من اليوم الاول أن صندوق المساعدة لغزة لا يمكنه اطعام كل سكان غزة. احد الامور التي تم الاتفاق عليها في بداية نشاطاتنا هو ان اسرائيل ستواصل ادخال المساعدات الانسانية وفقا للالية القائمة، التي تشمل الامم المتحدة. بالتالي، لا يوجد ما يكفي من المساعدات في غزة، ونحن توجهنا مرة تلو الاخرى الى المجتمع الدولي لتحمل دور والمساعدة في الاستجابة للاحتياجات القائمة. المشكلة ليست في عدم رغبتنا، بل غياب الآخرين، الذين لم يتواجدوا بالذات عندما كانت هناك حاجة حاسمة لذلك. ورغم ذلك نحن سنواصل فعل كل ما في استطاعتنا لاطعام سكان غزة، وضمن ذلك سنوسع مشاريع تجريبية توفر الطعام بشكل مباشر للتجمعات.
رد شركة يو.جي.اس: “الشركة ارسلت الى “هآرتس” رسالة تتكون من 8 صفحات، فيها عدة بيانات التي ارسلها اغلار الى مدرائه اثناء عمله وبعد ذلك. حسب الشركة فان اغلار تحمس لعمله في يو.جي.اس ونشاطاته في غزة، الامر موثق في بعض البيانات، وقد تمت اقالته بسبب سلوكه، بعد ان طلب في البيانات العودة الى العمل ولم تتم الموافقة على ذلك بدأ حملة تشهير وتشويه، كما قالوا في الشركة.
“السيد اغلار عمل في الشركة مدة 27 يوم، قام بقضاء معظمها في فندق في اسرائيل وليس في مناطق التوزيع. ليس فقط ان الاحداث التي وصفها لم تحدث على الاطلاق، بل هو ايضا لم يكن في المكان الصحيح والوقت الصحيح ليكون شاهد على هذه الاتهامات. الادعاء الذي يقول بان رجال الشركة كانوا متورطين في جرائم حرب هو ادعاء كاذب. بالعكس، بشكل روتيني العاملين في الشركة انقذوا حياة اشخاص وقاموا بتحييد مجرمين وقتلة محتملين واضعفوا سيطرة حماس على توفير الطعام. السيد اغلار هو عامل سابق، ساخط ويسعى الى الانتقام. سلوكه منذ اقالته غير مفاجيء، نظرا لسلوكه غير المهني وغير المتزن في غزة. شركة يو.جي.اس ما زالت تركز الجهود على ايصال الغذاء للمدنيين الجائعين، وهي منفتحة على اراء الموظفين فيها حول كيفية تحسين عملية توزيع المساعدات، ونحن لن نتسامح مع حملة التشهير الكاذبة التي بثتها حماس نفسها لدعم دعايتها الارهابية.
رد المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي: “كل محاولة للادعاء بان الجيش الاسرائيلي يطلق النار بشكل متعمد على المدنيين هي كاذبة ولا اساس لها. يجب علينا التوضيح بان الجيش الاسرائيلي لا يعمل على الاطلاق في داخل مراكز التوزيع، وان حماية هذه المراكز هي من مسؤولية منظمة جي.اتش.اف فقط. مع ذلك، قوات الجيش الاسرائيلي تكون متواجدة قريبا بسبب نشاطاتها في المنطقة. القوات تجري عمليات دراسة معمقة وجارية بهدف تحسين الرد العملي وتقليص بقدر الامكان الاحتكاكات المحتملة مع السكان، وكجزء من ذلك اضافوا في الفترة الاخيرة جدران جديدة ووضعوا لافتات وتم شق طرق اخرى وما شابه. أي ادعاء يطرح بخصوص احداث اطلاق النار في مراكز التوزيع يتم فحصه من قبل الجهات المختصة”.